- بقلم :- سامي إبراهيم فودة
قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"صدق الله العظيم "
أنهم شهداؤنا العظام, فوارس هذا الزمان, ووسام شرف هذه الأمة, وتاريخها ورمز عزتها وصمودها, إنهم قلاع شامخة بتواضعهم, وأسود الميدان بعزيمتهم, خضبوا الأرض بدمائهم الزكية, فأناروا لنا سراج القناديل, وسيجوا من أشلائهم المتناثرة الطاهرة حدود الوطن لتحميه من عذر المأجورين وبطش المحتلين, فأعادوا لنا بوصلة التاريخ إلى مسارها الصحيح..
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال جرحي زمن الانقلاب الأسود والتي بُترت سيقانه علي أيدي من أبناء جلدته ووطنه وقد دفنت أطرافه تحت التراب في مقابر الاموات وهو علي قيد الاحياء الشهيد الجريح البطل ثائر حمدان "أبو صخر" ذلك الشاب الصابر المحتسب والمفوض أمره إلى الله في من كان السبب في معاناته, حيث عاش حياته مبتور القدمين ومريض القلب نتيجة الظلم الذي وقع عليه ويشهد له كل من عاشرة وآنسه عن قرب بطيبة قلبة وحسن أخلاقه وصدق انتماءه الصادق وحبه لوطنه وأبناء شعبه العظيم، والذي وافته المنية يوم الأحد الموافق23/7/2023م, بعد صراع مرير مع المرض وألام جراحة عن عمر يناهز ٣٨ عاماً قضاها في خدمة وطنه وشعبه,
ولد الشهيد البطل الجريح المقعد إبن حركة فتح وجهاز الأمن الوطني الفلسطيني / ثائر علي حمدان حمدان والمكنى "ابو صخر" في تونس العاصمة بتاريخ ١١/٦/١٩٨٥ وهو الابن البكر لأبية وقد سمي بهذا الاسم تيمناً بالثورة الفلسطينية, حيث عاش مرحلة طفولته في الشتات في تونس وانتقل بعدها إلى السودان ليقضي سنوات طفولته ومراهقته في معسكر شمال السودان, والذي كان يضم سكن الضباط والفدائيين الفلسطينيين المرحلين من لبنان حسب اتفاقية اجلاء الثوار من لبنان بعد حرب لبنان وإسرائيل,
هناك توفيت والدته الفدائية الثائرة أم ثائر بمرض السرطان مما كان له اثر كبير في نفسيته حيث انه تربى يتيم مع اخوته الثلاثة "ثائرة, لؤي , ثابت, وتلقى تعليميه في مخيم جباليا حتي المرحلة الاعدادية في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا", وكان عليه مسؤولية رعاية اخوته رغم صغر سنه وتحمل المسؤولية خاصة ان والدة الفدائي الضابط كان يتنقل بين الدول العربية مع قوات الأمن الوطني بتكاليف خاص من - م- ت- ف, للقيام بواجبة الوطني في دورات تدريبية في معسكرات المنظمة,وعاد والدة إلي أرض الوطن بعد دخول السلطة بعام ,وبعد ترتيب أموره في غزة عاد إلي السودان واحضر أولاده بعد شهر إلي أرض الوطن قطاع غزة عام 1996,
والشهيد الجريح ثائر متزوج ولم ينجب اطفال بسبب اصابته, ونضم إلى صفوف قوات الأمن الوطني الفلسطيني في عام الـ ٢٠٠٠ كعسكري وتم فرزه على موقع الإدارة المدنية شمال غزة ومن ثم خدم في بيت حانون "معبر ايز" وتدرجت رتبته العسكرية إلي مساعد أول وكان مثالاً للجندي المنضبط والملتزم بعمله ويتصف بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة والسيرة العطرة,
أقدمت مجموعة من الملثمين المدججين بالسلاح باقتحام موقع الإدارة المدنية شمال قطاع غزة التابع لجهاز الأمن الوطني الفلسطيني، وكان الشهيد الجريح" ثائر حمدان" في إجازة رسمية ولكنه لم يتحمل تعرض رفاق دربه للأذى في موقع خدمتهم بالإدارة المدنية لهجوم المسلحين, وعلي الفور التحق للدفاع عن رفاقه والموقع, حيث شارك بكل رجولة وبسالة في الدفاع عن رفاقه وموقع الإدارة المدنية وخاضوا العديد من الاشتباكات في مواجهه المسلحين وتمكن هو ورفاقه عدة مرات من افشال الهجوم المسلح إلي ان نفذت ذخيرتهم وتمكن المسلحين من السيطرة علي الموقع واغتيال البعض منهم بدماً بارد,
وكان من بين المختطفين ثائر وخمسة افراد من رفاقه وجري الاعتداء عليهم بوحشية ومن ثم أخذهم إلى منطقة تل الزعتر شمال غزة واطلقت اكثر من ٨٠ طلقة على قدميه ليتم بعدها بتر قدمية في تاريخ 7/ 7 /2007م لتبدأ رحلة المعاناة لأكثر من 16 عاما قضاها متنقلا بين مستشفيات غزة والضفة والداخل علي امل العلاج والشفاء, ولكن مع مرور الأيام والأشهر ساءت حالته الصحية لشعورة بالظلم حيث أصيب بثلاث جلطات في القلب ألزمته الدخول إلى قسم القلب وتركيب جهاز بطارية للقلب، لتزداد معاناته بين ألم البتر وألم القلب, وتدهور وضعة الصحي بعد إصابته بفشل في عضلة القلب الزمة المشفى أربعة أيام قبل ان تفيض روحه يوم 23/7/2023 متأثر بمضاعفات الإصابة الأولى في العام 2007, ويصادف تاريخ اصابتة بيوم تاريخ استشهادة
نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الشهيد الجريح / ثائر حمدان
شيعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في شمال قطاع غزة المناضل الشهيد الجريح / ثائر حمدان يوم الاثنين الموافق ٢٤/٧/٢٠٢٣م بعد احضار جثمانه الطاهر من مستشفى الاندونيسي إلي منزله الكائن في مخيم جباليا ببحوار مسجد التوبة للقاء عليه نظرة الوداع الأخيرة من قبل الأهل والمحبين ، وتم صلاة الجنازة عليه في مسجد عزالدين القسام مشروع بيت لاهيا ومن ثم إلى مثواه الأخير ليواري الثرى في مقبرة مشروع بيت لاهيا, وأقيم له بيت عزاء في معسكر جباليا بالقرب من مسجد التوبة, ادميت القلوب وابكيت العيون ونحن بفقدك محزونون يا أبو صخر,
احتضنت قيادة حركة "فتح" في شمال قطاع غزة والقيام بواجبها الوطني والاخلاقي والديني اتجاه أبنها الشهيد الجريح ابن جهاز الأمن الوطني الفلسطيني ,ثائر حمدان" أبو صخر"
داعين الله عزوجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
وانا لله وانا اليه راجعون
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت