الهجرة النبوية و قضية فلسطين

بقلم: رضوان عبد الله

رضوان عبد الله.jpg
  • بقلم سفير الاعلام العربي – دولة فلسطين الاعلامي د .رضوان عبد الله

يﻻحظ في كثير من كتابات اﻻعﻻميين ، والمثقفين العرب عموما ، حصر عداء اليهود للعرب و المسلمين في احتلال فلسطين وتجاهلهم او نسيانهم للتاريخ العدائي اليهودي للاسلام و المسلمين منذ مهد الاسلام الاول في المدينة المنورة .

هذا الشيء ، العداء طبعا ، والذي عانى منه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم استمر ولو على فترات متقطعة بين مكائد يهودية زمن الرسول الى مصائبهم المتعددة في اكثر من دولة عربية بتحريضات لدويﻻت وامارات ضد دويﻻت وامارات اخرى كما اثبت التاريخ العربي في مراحل عدة سابقة وصوﻻ الى نكبة فلسطين وما تﻻها من مجازر ومصائب افتعلوها في فلسطين و سوريا و مصر وفي عدة دول عربية اخرى يستغلون جنسياتهم المتعددة و يستعملون خبثهم ودهاءهم المقيت و البغيض ﻻفساد اﻻرض بدءا من مناطق تواجدهم في الدول العربية واﻻقليمية وحتى باقي دول العالم ، فعداء اليهود للعرب و المسلمين بدأ منذ بزوغ فجر الاسلام واستكمل عند انهيار السلطنة العثمانية وصوﻻ ﻻحتﻻل وطننا الغالي فلسطين .

فلسطين ، والتي تقود حربها ضد اليهود بكل وجوههم السوداء و المتقلبة ؛ بالانابه عن العرب و المسلمين ، ورغم ذلك فكثيرون من العرب و المسلمين يظنون وربما يعتقدون بان حصر العداء لليهود في احتلال فلسطين يجعل من احتلال فلسطين قضية فلسطينية فقط وكأن الفلسطينيين وحدهم هم المعنيون بالدفاع عن فلسطين وربما عن العرب و المسلمين قاطبة ، وهذا مناف للحقيقة ..اذ كلنا يعلم ان احتلال فلسطين القصد منه ضرب وحدتنا العربية وامتنا الاسلامية ..اضافة الى تهجير شعبنا وسرقة وطنه ومقدساته المسيحية واﻻسﻻمية و ان احتلال فلسطين ما هو الا امتداد لحملات الصليبيين الشرسة على امة العرب و الاسلام معا وهو فعﻻ امتداد لعداء بنو قريظة و قينقاع و النظير ..حسداً وغلاً للذين امنوا كما قال رب العزة في كتابه الكريم .....

   هنا ياتي التساؤل :إلى اﻻن ماذا فعل العرب للقضية الفلسطينية؟ بل وكيف انتصرو لها؟ بالمال ؛ بالرجال ؛ بالقرار السياسي وبالتصريحات ؛ بالتظاهرات الكثيرة و المكثفة ام بشد الرحال الى ثالث الحرمين الشريفين؟!

   نعم نحن نعرف ونؤكد انه في فترات ﻻحقة كان هناك مد قومي عربي مؤثر وكان مدعوما بنهضات اقليمية ودولية ثم تراجع الى اسفل درجة بعد نهوض الثورات المتعددة اﻻوجه من ناصرية و بعثية الخ... والتي كانت امتدادا او ربما بدائل عن ذلك المد القومي وعن تلك النهضة القومية ؛ وصوﻻ الى الثورة اﻻسﻻمية في ايران ومن قبلها وبعدها انقﻻبات بيضاء و حمراء وسمراء....في اكثر من بلد وعلى اكثر من صعيد.

   التزم الفلسطينيون بقرار ممثلهم الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية وعملوا على توسعة مروحتهم السياسية حتى وصلت الى عشرات الدول من الدرجات اﻻولى والثانية والثالثة ؛ بما فيها دول اوروبا وامريكا والعالم الثالث ، وعدم اﻻنحياز . وعملت القيادة الفلسطينية ؛ رغم استقﻻلية قرارها الوطني الفلسطيني ؛ على استنهاض الهمم العربية و العالمية من اجل التحرير واﻻستقﻻل واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها معراج الرسول مدينة القدس واقصاها الشريف .

   وتلقت فلسطين ممثلة بشرعيتها العربية و الدولية عدة ضربات في اكثر من بلد عربي ؛ وتشتت قواتها العسكرية بعد غزو الصهاينة اليهود للبنان عام 1982 وتدمير البنى التحتية للمنظمة بما فيها مخيمات الفقر و البؤس والشتات ؛ وحوصرت القيادة الفلسطينية في بيروت لما يقارب من ثﻻثة شهور ولم يستطع العرب فك ذلك الحصار وﻻ حشد القوات العسكرية لمنع العدو الغازي من تدمير قيادة القرار الفلسطيني ؛ وكان ما كان من مغادرة بيروت الى دول عربية شقيقة التزاما بوقف للنار واﻻتفاقات التي عقدت وقتها.

منذ يومين او يزيدون ، والعرب و المسلمون يحتفون او يحتفلون بمناسبة الهجرة النبوية الشريفة ، ذكرى هجرة الرسول عليه السﻻم او بداية السنة الهجرية الـ1442 ، على اهمية هجرة نبينا الكريم والاهتمام بها، لكن حينما تكون المناسبة ذكرى تحرير مدينة القدس على ايدي الناصر صﻻح الدين وجيشه العربي اﻻسﻻمي المسيحي؛ حيث يؤكد التاريخ على ان المسيحيين العرب شاركوا في تحرير القدس من براثن ونجاسة الصليبية الحاقدة ، فإن احدا لا ولم يتذكر هذه المناسبة اﻻ ما ندر من بعض نشطاء التواصل اﻻجتماعي و امثالهم...وهنا تكمن القضية هل فلسطين اﻻن وفي هذه اﻻيام هي لاهلها حين تكون المصائب؟وهي للعرب والمسلمين حين الرخاء ام اننا نعيش في ضبابية غير سمحاء؟هل فلسطين ايام صﻻح الدين غير فلسطين بعد 1441 او 1442 عاما من هجرة الرسول اﻻمين؟؟!

هل فلسطين هي ﻻهلها فقط ، يتناحرون مع عدوهم كل يوم وكل ليلة ؟ وهي ﻻهلها واقاربها وعشيرتها حين الرخاء والترف والتجارة والبذخ؟؟؟! هل هنا تكمن المشكلة ؟ فلسطين يجب ان تسرجوا خيولكم كلكم لتحريرها بل ويجب ان تزودوها بالزيت كما امركم الرسول العظيم محمد...حتى لو لم تستطيعوا اخذ الزيت بانفسكم ، القرار العربي ينتظر القلم العربي ليخطه معلنا ان فلسطين ﻻهلها وكل اقاربها وعشائرها معها فمن يا ترى سيكون صاحب القلم الرفيع والذي سيعلن بدء التحرير.....؟؟!...كل عام وانتم بخير بمناسبة هجرة الرسول ونتمنى ان نحتفل جميعنا بتحرير اﻻقصى وكنس قطعان المستوطنين عنه وعن بيت لحم ، مهد المسيح عليه السلام ،كما تم دحر الصليبيين من قبل على ايدي صﻻح الدين ، وجيشه العربي الاسلامي .

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت