"هآرتس" : 38 فلسطينيًا استشهدوا برصاص المستوطنين منذ 2008
الجيش الإسرائيلي ينفذ جرائم حرب في الضفة الغربية مثلما جرى في ألمانيا النازية
قال الضابط الإسرائيلي برتبة لواء في الاحتياط ونائب رئيس الموساد الأسبق، عاميرام ليفين، يوم الأحد، إن الجيش الإسرائيلي ينفذ جرائم حرب في الضفة الغربية مثلما جرى في ألمانيا النازية، وأن إسرائيل تمارس نظام أبارتهايد فيها.
وأضاف ليفين، خلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، أن "الجيش الإسرائيلي بدأ يكون شريكا في جرائم حرب من خلال تحولات عميقة التي تذكّر بتحولات حدثت في ألمانيا النازية".
ورغم أن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب دائما، لكن ليفين يقصد بذلك تزايد أعداد المستوطنين في الجيش الإسرائيلي وتحولهم قادتهم إلى وزراء مركزيين في الحكومة الحالية.
وتابع ليفين، وهو القائد السابق لقيادة المنطقة الشمالية، أنه "تجول في الخليل وسترى شوارع لا يمكن للعرب أن يتجولوا فيها. وهذا مؤلم وليس لطيفا لكن هذا هو الواقع. والأفضل مواجهة ذلك بأشد ما يمكن على تجاهله".
وقال ليفين إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يتواجد في الحكم مدة أطول مما ينبغي. واعتبر أنه "استغلت ضعفه مجموعة مسيانية، مجرمون، شبيبة التلال الذين لا يعرفون ما هي الديمقراطية. وبن غفير يجب أن يجلس خلف قضبان وقفل".
وألقى ليفين، أمس، خطابا خلال المظاهرة المركزية في تل أبيب ضد خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء، وذكر أسماء زملاءه الذين قُتلوا في الحروب، وقال إنهم "تركوا بيوتهم وعائلاتهم في جميع حروب إسرائيل، وجروا في ميادين القتال من أجل إنقاذ دولة إسرائيل".
وتوجه ليفين إلى قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وخاطبهم قائلا "كونوا شجعان وحازمين ضد مدمري إسرائيل".
وأضاف أن "نتنياهو يريد أن نسلم مفاتيح الدولة إلى ثلة من الوزراء المهووسين، وقسم منهم مجرمون مدانون ومتهربون من الخدمة العسكرية، وهم وزراء الكذب وجماعة إجرامية لا يعرفون ما هي الديمقراطية، لأنهم هم ومساعدوهم نمو في منطقة لا توجد فيها ديمقراطية" في إشارة إلى المستوطنات في الضفة الغربية.
وأشار ليفين إلى وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزراء من حزبيهما، وقال إنهم "وزراء يشجعون على ارتكاب مجازر ضد الفلسطينيين الذين يخضعون لحكمهم، ووزير عنصري نهب ميزانية الدولة، ويمنع ميزانية عن العرب، فقط لأنهم عرب".
وتابع أن وزير القضاء، ياريف ليفين، "يريد سلطة واحدة من دون جهاز قضاء مستقل. ونحن لن نسمح لنتنياهو ومجموعة وزرائه بتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية. لن نسمح ولن نسكت حتى ننتصر".
هذا وأظهرت معطيات إسرائيلية انتشرت ضمن تحقيق مطول نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، يوم الأحد، أن 38 فلسطينيًا استشهدوا برصاص المستوطنين في مناطق الضفة الغربية، وذلك منذ العام 2008.
وبحسب تلك المعطيات التي حصلت عليها الصحيفة من منظمتي "بتسيلم" و "يش دين"، فإن هؤلاء الفلسطينيون لم يقتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي أو حراس الأمن، وإنما فقط برصاص المستوطنين، منهم 21 بزعم أنهم حاولوا تنفيذ هجمات.
واعتبرت الصحيفة أن 4 حوادث على الأقل تصنف على أنها "إرهاب يهودي"، منها حرق وقتل عائلة دوابشة، والطفل محمد أبو خضير، وعائشة الرابي، التي قتلت بحجارة المستوطنين قرب نابلس في يناير/ كانون الثاني 2019، فيما تم إطلاق النار على آخرين بزعم إلقاءهم حجارة على مركبات المستوطنين.
وتقول الصحيفة أنه في السنوات ال 15 الماضية، كان هناك ثماني حوادث بخصائص مشابهة لتلك التي وقعت في قرية برقة شرق رام الله والتي استشهد فيها الشاب قصي معطان، وذلك بعد أن يقتحم المستوطنون قرى فلسطينية قريبة من البؤر الاستيطانية.
ولفتت إلى أنه لم تتم مقاضاة أي مستوطن في أي من الحالات التي قاموا فيها بقتل الفلسطينيين، وفي معظم يتم الإدعاء أنه لا يمكن معرفة المستوطن مطلق النار بالضبط.
وسردت الصحيفة في تحقيقها المطول، تفاصيل عن الحالات الثمانية التي وقعت في ال 15 عامًا الماضية وانتهت بدون محاسبة أي مستوطن، وكان في كل مرة يتم إغلاق ملفات التحقيق.