انتقدت بريطانيا يوم الجمعة تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) بشأن اضطهاد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية ومعاداة السامية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان إن "المملكة المتحدة تدين التصريحات المعادية للسامية التي أدلى بها الرئيس عباس مؤخرا.
"تقف المملكة المتحدة بحزم ضد كل محاولات تشويه المحرقة. مثل هذه التصريحات لا تدفع الجهود نحو المصالحة إلى الأمام". كما قال
وانتقدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يوم الخميس تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (87 عاما) حول اضطهاد اليهود ومعاداة للسامية أثناء الحرب العالمية الثانية.
وقالت دائرة العمل الخارجي الأوروبية في بيان إن تصريحات الرئيس عباس التي أدلى بها في أواخر أغسطس آب أمام اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح التي يتزعمها "باطلة وصارخة التضليل".
ودعت ديبورا ليبستادت، المبعوثة الأمريكية الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية، إلى تقديم اعتذار على الفور عما قالت إنها "تصريحات كراهية ومعاداة للسامية" من عباس.
ولم يتضح سبب لإصدار الدبلوماسيين انتقادات لهذه تصريحات يوم الخميس بعد أسبوعين من إدلاء الرئيس عباس بها في 24 أغسطس آب.
ونشر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، وهو مجموعة مراقبة إعلامية مقرها واشنطن وتعتبر مقربة من إسرائيل، تصريحات الرئيس عباس مترجمة إلى الإنجليزية على موقع المعهد الإلكتروني يوم الأربعاء.
وذكر الرئيس عباس في تصريحاته أن ألمانيا النازية استهدفت اليهود بسبب "وظيفتهم الاجتماعية" وليس بسبب ديانتهم.
وقال "شُرح هذا في كتب كثيرة يهودية. عندما قالوا إن هتلر قتل اليهود لأنهم يهود وأن أوروبا تكره اليهود لأنهم يهود، لا. شُرحت بالضبط على أنه حاربوا هؤلاء بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب ديانتهم".
ولطالما أثار الرئيس عباس غضب المجتمع الدولي بتصريحاته حول المحرقة (الهولوكوست) النازية التي قُتل فيها ما يقدر بنحو ستة ملايين يهودي، بالإضافة إلى جماعات من الغجر ومن ذوي الاحتياجات الخاصة ومن أقليات جنسية وجنسانية.
ووصف المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بيان هذه التصريحات بأنها "إهانة لملايين من ضحايا المحرقة وعائلاتهم".
وأضاف أن "مثل هذه التشوهات التاريخية مثيرة للغضب ومسيئة بشدة ولن تتمخض إلا عن تفاقم التوترات في المنطقة ولن تخدم مصالح أحد... إنها تخدم مصلحة الذين لا يريدون حل قيام دولتين الذي دافع عنه الرئيس عباس مرارا".
فتوح: كلمة الرئيس أخرجت عن سياقها وموقف أميركا وأوروبا مستهجن
وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن الموقف الأوروبي والأميركي من كلمة الرئيس محمود عباس، والتي أخرجت عن سياقها، مستهجن وظالم.
وأضاف فتوح في بيان، اليوم ، أن الظلم التاريخي الواقع على شعبنا الفلسطيني منذ أكثر من (75 عاما)، وارتكاب حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة المجازر والقتل وسرقة الأراضي، وتهجير المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم، وحرق البلدات على أيدي المستوطنين، لم يحرك أميركا، بل قامت بتوفير الحماية لإسرائيل، ومنعت اتخاذ قرارات إدانة من مجلس الأمن لجرائم الاحتلال بالأراضي الفلسطينية المحتلة باستخدام حق "الڤيتو".
وأوضح أن هناك حملة تضليل مشبوهة يقودها إعلام مصنوع، ودعاية كاذبة للاقتباسات من قبل كتّاب ومؤرخين أجانب، وأن موقف الرئيس محمود عباس معروف وثابت وواضح ولا يقبل التشكيك والتأويل، بأنه ضد المحرقة النازية، ورفضه معاداة السامية.
وأشار إلى أن توقيت هذه الهجمة، وفي مثل هذه الظروف الحالية، يهدف الى التغطية على ممارسات وجرائم حكومة نتنياهو العنصرية، وتضليل الرأي العام والمجتمع الدولي، خاصة ونحن على أبواب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي سيخاطب بها الرئيس محمود عباس المجتمع الدولي، ويفضح ممارسات إسرائيل العنصرية بحق شعبنا الفلسطيني ومقدساته، ويؤكد على الرواية الفلسطينية للنكبة والنكسة.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن ما نشر على لسان الرئيس محمود عباس (أبومازن) في برنامج تلفزيوني حول المسألة اليهودية كان اقتباسا من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأميركيين وغيرهم، ولا يعتبر إنكارا بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية.
وأكد أبو ردينة أن موقف الرئيس محمود عباس من هذا الموضوع واضح وموثق، وهو الإدانة الكاملة للمحرقة النازية ورفض معاداة السامية.
وقال: ونحن نعبر عن استهجاننا وإدانتنا الشديدة لهذه الحملة المسعورة لمجرد اقتباسات لكتابات أكاديمية وتاريخية.