مخيم عين الحلوة يشهد عمليات كر وفر مع استمرار الاشتباكات

Sputnik.webp

شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في  لبنان ، يوم الأحد، عمليات كر وفر بين مسلحي حركة "فتح" والمجموعات المتشددة عند محور حطين، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وسقط إحداها في جوار المخيم على الأوتوستراد الشرقي الذي يربط مدينة صيدا بالجنوب والمقفل أمام السيارات في وجهة سير نحو الطريق الساحلية البحرية.

كما انفجر عدد من القذائف الصاروخية في أجواء مدينة صيدا ودرب السيم وسيروب، وأدى الرصاص الطائش إلى إصابة المواطن عدنان الزكنون في منطقة تعمير عين الحلوة، وطال الرصاص أيضًا إحدى السيارات في تعمير حارة صيدا.حسب موقع "صوت بيروت"

هذا وتدور الاشتباكات عند نقطة المحور الغربي للمخيم في حي حطين وجبل الحليب، ويسمع دوي القذائف التي تخطت حدود المخيم لتطال أماكن الجوار حاصدة المزيد من الخسائر البشرية والمادية، ونسبة نزوح أكبر للأهالي من المخيم في اتجاه أماكن آمنة في مدينة صيدا، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام".

وكانت الاشتباكات قد ظلت حتى منتصف ليل أمس بشكل متقطع، ثمّ توقفت مدة أربع ساعات لتستأنف عند الرابعة فجرًا، وما زالت بوتيرة تخف حينًا وتتصاعد أحيانًا، رغم كل الجهود والاتصالات التي أجريت على أعلى المستويات، واللقاءات التي عقدت حتى ساعات متأخرة من الليل، بإشراف سفير فلسطين أشرف دبور وحضوره.

وارتفع عدد ضحايا الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، إلى 5 أشخاص.

وتسببت الاشتباكات أمس بمقتل 4 اثنين من نشطاء حركة "فتح"، ومدنيان، وخامس من "جند الشام"، فيما جرح حوالي 25 بجروح متفاوتة، ما يرفع عدد المصابين منذ بدء الاشتباكات قبل أيام إلى 60 جريحًا.

وقال قائد قوات الأمن الوطني في منطقة صيدا اللواء أبو إياد الشعلان: "إنّ أفرادًا وعصابات إرهابية تقف وراء الأحداث الأمنية والخرق المستمر لوقف إطلاق النار، وعمليات إلقاء القنابل التي يشهدها مخيم عين الحلوة جنوب لبنان."

وأكّد الشعلان في تصريح صحفي، أن" حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني في جهوزية كاملة للتصدي لكافة محاولات الإرهاب على كافة المحاور، التي تمس بأمن وأمان المخيم."

وشدد على أن "هذه المجموعة الإرهابية تعمل جاهدة للعبث باستقرار وأمن المخيم وترويع الأهالي وتهجير أبناء شعبنا، وسبق أن ارتكبت جرائم في المخيم وآخرها اغتيال الشهيد اللواء العرموشي ورفاقه."

وأجرى عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة فتح، المشرف على الساحة اللبنانية عزّام الأحمد، اتصالاً هاتفيًّا بوفد منظمة التحرير الفلسطينية، الذي دخل إلى مخيم عين الحلوة، لاستطلاع أوضاع الفلسطينيين والوقوف على تثبيت وقف إطلاق النار.

وقد شدّد الأحمد في اتصاله مع أمين سر حركة "فتح" وفصائل المنظمة في الساحة اللبنانية، فتحي أبو العردات، على ضرورة "تثبيت وقف إطلاق النار في مخيّم عين الحلوة على قاعدة ضمان أمن وأمان أبناء شعبنا واستقرار المخيم، وتسليم المطلوبين بجريمة اغتيال الشهيد اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه الشهداء، استنادًا إلى الاجتماع الفلسطيني اللبناني الذي كان قد عُقِد في سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية في بيروت."

وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، "قامت هذه المجموعات بعدة انتهاكات لنسف جهود التهدئة التي أقرتها هيئة العمل لعودة الهدوء إلى المخيم من خلال الهجوم على مقرات قوات الأمن الوطني الفلسطيني وحركة "فتح" داخل المخيم، وإطلاق القذائف الصاروخية خارج المخيم لترويع المدنيين في مدينة صيدا."

وكانت بلدية صيدا قد رفضت نصب الخيم بالقرب من الملعب البلدي عند مدخل المدينة الشمالي لإيواء النازحين من مخيم عين الحلوة، حيث أمر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومعه وزير الداخلية والبلديات، القاضي بسام المولوي، القوى الأمنية بإزالة تلك الخيم.

واجتمعت بلدية صيدا برئاسة حازم بديع، ومديرة الأونروا في لبنان، دوروثي كلاوس، مع الهيئات الإغاثية المحلية والدولية، بهدف مناقشة تأمين أماكن إيواء الأعداد الكبيرة من النازحين من المخيم، تم خلال الاجتماع إنشاء غرفة عمليات مشتركة للطوارئ في المدينة.

وقررت البلدية فتح مدرسة نابلس في صيدا التابعة لوكالة الأونروا من أجل استقبال النازحين، على أن يتم تحديد أماكن أخرى في حال دعت الحاجة إلى ذلك.

ومساء أمس السبت، عقدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان اجتماعات منفصلة مع كل من حركة وفتح والأمن الوطني من جانب، وآخر مع "القوى الإسلامية" بشأن أحداث مخيم "عين الحلوة".

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن هيئة العمل الفلسطيني المشترك قد أنهت اجتماعها باتفاق حاسم يقضي بوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وأوضحت الهيئة في بيان لها أن وفدها انقسم إلى وفدين دخلا إلى المخيم، الأول توجه إلى منطقة البركسات حيث عقد اجتماعا موسعا مع حركة فتح وقيادة الأمن الوطني.

وأكد بيان هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان أن الوفد الآخر توجه إلى مقر "عصبة الأنصار الإسلامية"، حيث عقد اجتماعا مع "القوى الإسلامية"، مشيرا إلى أنه تجرى الاتصالات بين الطرفين، في الوقت الحالي، ومع باقي القوى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار ومنع أي خرق له.

ومن جهته، أكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري، النائب أسامة سعد، أن الإشكال في مخيم عين الحلوة ليس بين فصيلين فلسطينيين بل بين مجموعات خارجة عن الإجماع الفلسطيني، تتمركز في حي الطوارئ والتعمير وهي منطقة لبنانية، ودائما هي سبب لتوتير الأجواء في المخيم ومدينة صيدا وتهديد الاستقرار في لبنان بشكل عام.

وفي حديث مع وكالة "سبوتنيك"، شرح سعد الجهود التي بذلت لمعالجة الإشكال الحاصل، وقال" إننا بذلنا في السابق وما زلنا نبذل جهودا من أجل وقف إطلاق النار، ومنذ يومين تعرض وقف إطلاق النار إلى نكسة بعد أن كان سارٍ على مدى شهر، وعملنا أيضا على تثبيت قواعد لمعالجة الأزمة التي نشأت عن الاشتباك الأول بعد اغتيال اللواء العرموشي ومرافقيه".

وكانت الاشتباكات قد تجددت، صباح أمس السبت، في حي حطين بمخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، حيث أوضحت وسائل إعلام لبنانية، بأنه "تم خلال هذه الاشتباكات استخدام الأسلحة الرشاشة والقذائف"، مشيرة أن الاشتباكات توسعت رقعتها إلى منطقتي الطوارىء والبركسات.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات