التقى البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر اعمال فلسطين والاردن، يوم امس، قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان.
وقدم البطريرك ثيوفيلوس الثالث مباركته لبطريرك اللاتين في القدس، بيير باتيستا بيتسابالا، بمناسبة تعينه من قِبَل البابا فرنسيس كاردينالاً في الكنيسة الكاثوليكيّة، مُقدراً دوره بصفته الحالية و السابقة كحارس للاراضي المُقدسة، وخلال سنوات خدمته الكَنَسية في المساهمة للحفاظ على الوجود والتراث المسيحي الاصيل في الاراضي المقدسة.
وتحدث البطريرك ثيوفيلوس عن التحديات التي تفرضها المجموعات الاسرائيلية المتطرفة على الوجود والارث والمقدسات المسيحية، وسعي هذه المجموعات، بكافة الوسائل من خلال ارتكاب جرائم الكراهية، والاستيلاء المخادع وغير القانوني على الممتلكات المسيحية التاريخية في مواقع استراتيجية، والتخريب وتدنيس مباني الكنائس والأماكن المقدسة، والضغوط المتزايدة على مختلف المستويات وغيرها من الاعمال العدائية بهدف تغيير ترتيبات الوضع القائم "الستاتيكو" ، والتي تحفظ العلاقة بين جميع الكنائس، مؤكدا: "إننا مُتحدون وثابتون في دحر هذا الخطر الوجودي بتشجيع ودعم كبير من صاحب الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، جلالة الملك عبد الله الثاني".
واطلق البطريرك ثيوفيلوس بحضور البابا فرنسيس مبادرة وساطة وحوار لانهاء الصراع الروسي-الاوكراني، قائلا: "انطلاقاً من موقع بطريركية الروم الارثوذكس المقدسية، أم كنائس العالم، نتابع قضايا وحدة المسيحيين بشكل عام، وقضايا وحدة الكنائس الأرثوذكسية حول العالم بشكل خاص. وان النزاع المستمرة بين روسيا وأوكرانيا والتهديد الواقعي بانقسام جسد الكنيسة الأرثوذكسية هناك يؤلمنا ليس فقط كمسيحيين أرثوذكس بل يؤلم العالم المسيحي بأسره". ولفت غبطته بان بطريركية القدس تسعى دائمًا إلى المصالحة والسلام بين بني البشر من خلال الحوار الحقيقي الذي هو السبيل الوحيد للمصالحة الفعالة والسلام الدائم، لافتاً الى انه من خلال هذه المبادرة تمد بطريركية القدس يدها وجهدها لإخوتها وأخواتها في أوكرانيا وروسيا، لبذل ما تستطيع لتشجيع حوار جديد يمكن أن يؤدي إلى وضع نهاية للمعاناة، وشفاء في العائلة الأرثوذكسية.
واعرب بطريرك القدس عن يقينه بان نجاح المبادرة لن يكون سهلاً بسبب عمق الانقسامات التي حدثت على مر العقود، وان النجاح قد يستغرق وقتًا لشفاء جراح الصراع، لان الثقة، بمجرد أن تُكسر، من الصعب استعادتها.