- بقلم : حسني شيلو
تتربع على عرش الجامعات المصرية،و تتميز بتطورها المستمر، ومواكبتها للتعليم العصري ،وبقيادة رئيسها أ.د محمد عثمان الخشت، تتقدم المراكز الواحد تلو الآخر، لتعلن في كل عام تقدمها تصنيفا جديدا ، برؤية واضحة لتحافظ على مكانتها العلمية وشخصيتها القوية والفاعلة، فهي الحلم للطلبة من داخل مصر وخارجها.
جامعة القاهرة اسم عريق خرجت العديد من القادة والزعماء وما زالت على ذات الخطى فعلا وليس قولا ،ما أن تدخل ساحاتها تشعر بالرهبة والرقي في ذات الوقت ، ما أن تدق ساعتها تعطيك شعور غريب ما بين الفخر والعزة ،تلك الساعة التي أنشأت سنة 1937، وتُعد ثاني أقدم ساعة على مستوى العالم بعد ساعة بيج بن في العاصمة البريطانية لندن، ويبلغ ارتفاعها حوالي 42 متر، تضم أربعة ساعات، وخمسة أجراس مكيانيكية، تدق كل ربع ساعة أربع دقات، وكل نصف ساعة 8 دقات وكل 45 دقيقة 12 دقة، أما على رأس الساعة يدق أكبر الأجراس أربعة دقات.
هنا في جامعة القاهرة ، يجد الطالب الوافد من مختلف الجنسيات نفسه بين اهله وبلده الثاني مصر العروبة وأهلها الطيبين الذي يحتضنون من يأتيهم بكل محبة واخوة ، لا فرق بين احد، ولا خوف من شيء، بلد الأمن والأمان، التي كانت ومازالت وستبقى قلب الأمة العربية النابض.
لماذا جامعة القاهرة، لأنها منبع للعلم ومسيرة طويلة من العطاء تلك الجامعة التي تخرج منها صدام حسين،و ياسر عرفات، وطه حسين ومحمد حسنين هيكل، وهي ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربياً بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين، فكانت وما زالت منارة للفكر الحر وأساسا للنهضة العلمية وجسرا مؤهلا للعبور الى الحياة العلمية والعملية، وبوتقة تعد فيها الكوادر اللازمة من كافة التخصصات لمشاركة العالم فى تقدمه العلمي وتطوره التكنولوجي.
كوافد فلسطيني للدراسة في جامعة القاهرة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لدرجة الدكتوراه ،ورغم التعب الذي يرافق الطالب بهذه الكلية الا إنه ينسى ذلك في أول محاضرة للدكتور علي الدين هلال ،أو د.دلال سلامة وغيرهم آخرين ممن هم نبعا للفكر النقدي والتقدمي، حيث تفتتح الشهية للمزيد من الثقافة والمعرفة بل وزع ثقافة التفكير الإبداعي، لتبقى متشوقا للمحاضرة القادمة، وسعيا وراء الاستفادة من كل دقيقة فيها، كما تستقبل من قبل إدارة الكلية بكل ترحيب وتسهيل للامور برقي في التعامل وابتسامة لا تفارق العاملين فيها.
وما حققته الجامعة خلال فترة وجيزة يعد مصدر فخر واعتزاز لرئيسها ومجلسها واساتذتها وطلبتها ولجمهورية مصر العربية ، فتمكنت الجامعة لأول مرة في تاريخها باختراق حاجز أفضل ٥٠ جامعة عالمية، ولأول مرة في تاريخها تقفز خلال عام واحد 184 مركزا بالتصنيف الإنجليزي (كيو إس) لعام 2023/ 2024، وتتقدم إلى المرتبة 371 عالميًا بنسبة تطور 33% عن العام الماضي، وتتواجد ضمن أفضل 400 جامعة على مستوي العالم، ولأول مرة وضمن أفضل 25 % من الجامعات في العالم، هذه الانجازات لم تكن سهلة ولم تكن طريقها معبدة بالورود بل كانت صعبة وشاقة وبحاجة لجهود كبيرة ورؤية ثاقبة وقيادة حكيمة، لتسطيع الوصول إلى هذه النتائج.
واذا أردنا أن نكون أكثر دقة ،فجامعة القاهرة في صعود مستمر ، ولديها طاقم تعليمي متخصص في كافة المجالات، والأهم من كل ذلك أنك تشعر بالراحة والمناخ الملائم للدراسة وحسن الاستقبال ، والرقي بالتعامل مع الوافد مهما كانت جنسيته، ولا ننسى أن لفلسطين مكانة خاصة في قلب وفكر كل مصري، فأنت هنا في بلدك الثاني.
نتمى عاما دراسيا جديدا لجامعة القاهرة بالمزيد من الانجازات والتقدم العلمي ،ولمصر وشعبها المزيد من الازدهار والاستقرار، ونحن في هذه الأيام مع الذكرى ال ٥٠ لنصر أكتوبر، نقول من نصر إلى نصر ما دامت مصر بخير فإن العالم العربي كله بخير ، وستبقى مصر قائدة الأمة العربية وقلبها النابض.
طالب دكتوراة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت