كشفت تقارير عبرية ما دار خلف الأبواب المغلقة في اجتماع "كابينيت الحرب" الإسرائيلي، مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، حول سير عمليات جيش الاحتلال في قطاع غزة المحاصر.
ووفقا للقناة 13 العبرية، فإن بلينكن بيّن للمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك خلال اجتماعه مع "كابينيت الحرب" واجتماعاته الهامشية مع مسؤولين إسرائيليين، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، باتت تتعرض لضغوط شعبية.
وقال بلينكن إن دعم الإدارة الأميركية لإسرائيل في حربها على قطاع غزة "مطلق وشامل"، واستدرك قائلا: "ولكن بعد قولي هذا فإن ما يحدث في الرأي العام بات يثير القلق".
وأضاف وزير الخارجية الأميركي أن الرأي العام الدولي والأميركي بشكل خاص، "يرى المباني تسقط في غزة، والأطفال يقتلون، ما يجعل الأمر صعبًا بالنسبة لنا".
وفي حديثه مع المسؤولين في تل أبيب، شدد بلينكن على أنه "إذا كنتم تريدون معركة طويلة (على قطاع غزة)، فيجب تقديم إجراءات تتعلق بمساعدات إنسانية واسعة النطاق".
علما بأن بلينكن غادر إسرائيل خالي الوفاض عموما بسبب رفض المقترح الأميركي لإعلان "هدنة إنسانية مؤقتة" في الحرب على قطاع غزة المحاصر.
وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" أن بلينكن "أبلغ المسؤولين الإسرائيليين أن الهدنة ليس ضرورية فقط للدواعي الإنسانية لسكان غزة، ولكن أيضًا من أجل (التعامل) الرأي العام العالمي".
وأضاف "حاليا، الحزبان (الديمقراطي والجمهوري) يدعمان إسرائيل، لكن الصور بدأت تصل من غزة وهناك مظاهرات، هناك حاجة إلى هدنة حتى يكون لدينا متنفس دولي، وحتى نتمكن من مواصلة النشاط العسكري".
وبحسب القناة 13، فإن بلينكن إشار خلال اجتماعه مع "كابينيت الحرب"، إلى أن "هناك أضرارا كبيرة لحقت بغير المتورطين (على حد تعبيره، في إشارة للمدنيين في غزة) وأنه يتعين على إسرائيل أن تبذل جهودا أكبر لمنع مثل هذا الضرر".
بدوره، رد عليه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، بالقول: "لو استمعنا إلى الجنرالات الذين أرسلتهم إلى هنا - لكانت خططنا أكثر عنفا".
وإشار هليفي بذلك إلى الضباط الأميركيين الذين أرسلتهم واشنطن إلى إسرائيل لمتابعة سير الحرب والمشاركة في وضع الخطط العملياتية لمواجهة فصائل المقاومة في قطاع غزة.
وقالت الولايات المتحدة، السبت، إنها تتوقع من إسرائيل "اتخاذ الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في قطاع غزة، بما في ذلك احترام المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة".
وردا على سؤال بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية التي أصابت مدخل مستشفى الشفاء والمناطق المحيطة بمستشفيي القدس والإندونيسي أمس الجمعة، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية: "نتوقع من إسرائيل أن تتصرف بشكل متسق مع القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الحاجة إلى اتخاذ الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين".
وأضاف المتحدث: "هذا يشمل احترام المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة"، وتابع "نواصل حث إسرائيل على اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين".