أفاد تقرير لهيئة البث الإسرائيلية العامة "كان 11" بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لم يتحدّثا منذ بدء الحرب على غزة، قبل شهر، غير أنه أشار إلى أن وفدا من جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ (الشاباك)، قد زار مصر خلال الحرب.
جاء ذلك بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر أجنبية وإسرائيلية لم تسمّها، وذكر مصدر إسرائيلي بأن "الاتصال المباشر بين رؤساء الدول كان من شأنه أن يساعد في المحادثات الجارية اليوم بشأن الرهائن".
ولفت التقرير إلى أن القاهرة "تحتفظ باتصالات مع إسرائيل من خلال عدة مصادر أخرى، بما في ذلك رئيس (جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ) الشاباك، رونين بار، ومصادر أخرى"، لم تذكرها.
وفي الصدد ذاته، قال التقرير إن "كبار مسؤولي الشاباك قاموا بزيارة مصر خلال الحرب".
وفي حين ذكر التقرير أن "مصر أثبتت في الماضي أنها وسيط فعال في الصراعات بين إسرائيل وحماس"، أشار إلى أن "هناك الكثير من الخلافات والغضب بين مصر وإسرائيل بشأن مجموعة متنوعة من القضايا".
ومن بين القضايا، تلك "التي تتعلق باقتراح استقبال لاجئي غزة، وفيما يتعلق بالأنشطة في رفح (كدخول المساعدات الإنسانية من المعبر) وقضايا أخرى".
ووفق التقرير ذاته، فإن مصادر إسرائيلية تقول "إن هناك محاولة لتجديد النشاط المصري في قضايا متنوعة، من بينها المحادثات بين وزير الخارجية المصري ونظرائه الوزراء في إسرائيل".
يأتي ذلك فيما فشل وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، في التوصل إلى تفاهمات مع وزراء الخارجية العرب في عمان، أول من أمس، السبت، حول "رؤية واحدة متفق عليها" في ما يتعلق بإدارة قطاع غزة المحاصر بعد الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 31 يوما على قطاع غزة، فيما جدد محاولات واشنطن للضغط على القاهرة لدفعها إلى الموافقة على استقبال لاجئين من قطاع غزة، الأمر الذي يقابل بـ"رفض صارم من المؤسسة العسكرية المصرية".
جاء ذلك بحسب ما نقلت صحيفة "العربي الجديد"، يوم الإثنين، عن مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة بشأن العدوان الإسرائيلي، في أعقاب الاجتماع الذي جمع بلينكن بنظرائه المصري والأردني والسعودي والقطري والإماراتي في العاصمة الأردنية، بمشاركة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولفتت المصادر إلى أن بلينكن "فشل في التوصل إلى رؤية واحدة متفق عليها، بسبب التباين في المواقف بين واشنطن وبعض الأطراف العربية الحاضرة الاجتماع"، فيما أوضح دبلوماسي مصري تحدث للصحيفة أن زيارة بلينكن إلى عمّان كانت تهدف بالأساس إلى مناقشة "سيناريوهات إدارة قطاع غزة في أعقاب انتهاء العدوان الإسرائيلي".
وأوضحت أن مساعي بلينكن قوبلت بالرفض من 3 أطراف مشاركة في الاجتماع، وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن "بعض المشاركين أكدوا لبلينكن، استحالة استئصال حركة حماس بشكل كامل من غزة، وهو ما يعني أنه لا بد من انتهاء الحرب أولًا، حتى يصار إلى التفكير على ضوء نتائجها، وتقدير حجم قوة الحركة حينها".
ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر أن القاهرة تلقت "مقترحًا جديدًا بشأن استضافة أعداد من سكّان قطاع غزة"، قائلاً إن "المقترح الجديد جاء متجاوزًا المخاوف المصرية، المعلن عنها عبر المسؤولين في القاهرة، من إمكانية تمثيل من سينتقلون من القطاع إلى سيناء تهديدًا لاحقًا للأمن المصري حال شنّوا هجمات على الاحتلال الإسرائيلي من داخل الأراضي المصرية".
وأوضح المصدر أن "المقترح الجديد تضمّن نقل الأعداد التي يمكن التوافق بشأنها إلى غرب قناة السويس من خلال توزيعهم على محافظات القناة، ممثلة في بورسعيد والسويس والإسماعيلية، وليس إلى شرق القناة كما كان مقترحًا بتوطينهم في سيناء".
وأضاف المصدر أن "كافة تلك السيناريوهات تُقابَل برفض صارم من المؤسسة العسكرية المصرية، التي ترفض التجاوب مع أي من المقترحات الخاصة بتوطين سكان القطاع أو جزء منهم في مصر، مهما كانت الإغراءات والتسهيلات المعروضة من الإدارة الأميركية والأطراف الغربية".