الصحة العالمية: فقدنا الاتصال بالعاملين في مستشفى ناصر بغزة

ح مدير عام الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس

أعلنت منظمة الصحة العالمية، مساء الخميس، فقدها الاتصال بالعاملين في مستشفى "ناصر الطبي" بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، والذي يشهد وضعا كارثيا نتيجة تحويله إلى ثكنة عسكرية بعد اقتحام قوات إسرائيلية له.

وصرح مدير عام الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان، بـ"رفض بعثتين للمنظمة (عدم سماح إسرائيل بدخولهما قطاع غزة) خلال الأيام الأربعة الماضية، وإن المنظمة فقدت الاتصال مع العاملين بالمستشفى"، وفق ما ذكره موقع "أخبار الأمم المتحدة".

وأعرب غيبريسوس عن قلقه بشأن الأوامر الإسرائيلية بإجلاء النازحين المحتمين بالمجمع.

ووصف مستشفى ناصر بأنه "العمود الفقري للنظام الصحي جنوب غزة"، مشددا على "ضرورة حمايته وضمان الوصول الإنساني" إليه.

وشدد مدير عام الصحة العالمية على " ضرورة حماية المستشفيات كي تتمكن من أداء مهامها المنقذة للحياة".

وصباح الخميس، اقتحم الجيش الإسرائيلي ساحة مستشفى "ناصر الطبي"، وأطلق النار على قسم العظام فيه وبقية مبانيه، وفق ما ذكره شهود عيان لمراسل وكالة الأناضول.

وكان الجيش الإسرائيلي أمهل النازحين حتى الساعة 7: 00 صباحا (5: 00 تغ) لإخلاء المستشفى، وفق الشهود.

وأجبر الجيش عددا كبيرا من النازحين الذين غادروا المجمع الأربعاء، على الخروج تجاه مدينة رفح، عبر حاجز اعتقل من خلاله عشرات الشبان بينهم صحفيون وكوادر طبية.

وذكر عدد من المتواجدين في مجمع ناصر للأناضول، أن جرافة عسكرية إسرائيلية هاجمتهم أثناء خروجهم الأربعاء، ما اضطرهم إلى العودة للمجمع وأنهم ما زالوا محاصرين.

بدورها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان الخميس، إن "الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مجمع ناصر الطبي ويحوله إلى ثكنة عسكرية بعد هدم السور الجنوبي والدخول منه".

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خانيونس، وفي محيط مستشفيات المدينة، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية منها، ما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

الإعلام الحكومي بغزة: تحويل مستشفى ناصر لمقبرة وثكنة جريمة حرب

واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، تحويل مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوبي القطاع إلى "مقبرة وثكنة" جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان، وجريمة "ضد كل المعاهدات الدولية".

جاء ذلك في بيان للمكتب نشره عبر منصة تلغرام، في وقت يشهد فيه المجمع الطبي وضعا كارثيا نتيجة تحويله إلى ثكنة عسكرية بعد اقتحام قوات إسرائيلية له.

وأفاد المكتب في بيانه بأن "اقتحام مجمع ناصر الطبي واحتلاله بالقوة العسكرية والسلاح وإطلاق النار بداخله جريمة حرب يندى لها جبين البشرية".

وأردف أن "اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي بالدبابات والطائرات المُسيرة والجنود المدججين بالسلاح وإطلاق النار على الطواقم الطبية والنازحين بداخله (...) يعد جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان ضد القانون الدولي وكل المعاهدات الدولية".

وأوضح البيان أن "جيش الاحتلال هدد المتواجدين بالمجمع بالقتل وإطلاق النار المباشر، ومنع عنهم الماء والطعام وحليب الأطفال".

كما قام بـ"فرض ممارسات قاسية عليهم، ما فاقم الأزمة داخله وجعل الظروف خطيرة ومثيرة للخوف والرعب، بشكل يمنع بوضوح الطواقم من تقديم الخدمة الطبية والصحية لمئات المرضى والجرحى والنازحين، ما يهدد حياتهم"، وفق البيان ذاته.

وحمّل المكتب "الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة مئات أفراد الطواقم الطبية والمرضى والنازحين بمجمع ناصر الطبي".

وأدان "بأشد العبارات اقتحام جيش الاحتلال للمجمع وتحويله إلى ثكنة عسكرية، واعتبر ذلك جريمة حرب وجريمة ضد الأخلاق وضد الإنسانية".

وختم بأن الجيش "لن ينجح في تحقيق أي صورة للنصر طالما أنه يخرق القانون الدولي وكل المعاهدات الدولية المختلفة ويستهدف المرضى ويدمر المستشفيات".

حماس: مزاعم إسرائيل اعتقال مقاتلين بمشفى ناصر لتبرير جريمة الحرب

قالت حركة حماس، الخميس، إن مزاعم إسرائيل اعتقال مقاتلين فلسطينيين بالمستشفيات في خانيونس جنوب قطاع غزة، محاولة لتبرير جريمة الحرب ضد المنظومة الصحية.

جاء ذلك في بيان صادر عن الحركة، بعد تصريحات لمتحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، زعم فيها اعتقال مقاتلين فلسطينيين تابعين للحركة في مجمع ناصر الطبي بعد اقتحامه.

وأضافت حماس أن "ادعاءات المتحدث باسم جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، استخدام المقاومة مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بخانيونس، لأغراض عسكرية، وزَعْمه اعتقال عناصر من المقاومة فيهما، هو حلقة جديدة في سلسلة الأكاذيب التي يسوقها لتبرير جريمة الحرب بحق المستشفيات والقطاع الصحي".

وأكدت أن "سياسة المقاومة الفلسطينية كانت ولا تزال، تحييد المؤسسات العامة والمدنيين والقطاع الصحي عن أية نشاطات عسكرية".

وأشارت إلى أنها طالبت في أكثر من مناسبة "الأمم المتحدة والمنظمات المعنيّة بدخول لجنة دولية لمعاينة المستشفيات والوقوف على كذب رواية الاحتلال، دون أن تجد مطالبتنا أي استجابة".

وجددت حماس مطالبتها "المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تدمير ما تبقى من مستشفيات ونقاط طبية".

وفي وقت سابق الخميس، تداولت حسابات عبرية صورا تظهر اعتقال الجيش الإسرائيلي أطباء ومسعفين ومرضى مسنين داخل مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بزعم أنهم "عناصر من حركة حماس".

كما اقتحم الجيش الإسرائيلي، الخميس، مجمع ناصر الطبي وسط حالة من القلق والخوف في صفوف النازحين والمرضى.

وزعم أدرعي في بيان، أنه "في هذه الأوقات تعمل قوات الجيش الإسرائيلي في مواجهة منظمة حماس داخل مستشفى ناصر في خانيونس".

وادعى أن "هذه العملية تستند إلى معلومات استخباراتية تشير إلى وجود نشاطات حمساوية داخل المستشفى"، وقال: "حتى الآن تم إيقاف عدد من المشتبه فيهم"، على حد زعمه.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة