ذكرت القناة 13 العبرية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبّخ رئيس الموساد، دافيد برنياع، بسبب "تساهل" الأخير في المحادثات التي أجريت في باريس، نهاية الأسبوع الماضي، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى اتفاق على هدنة مؤقتة في قطاع غزة وصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وبحسب القناة 13، فإنه خلال المحادثات الهاتفية التي أجراها المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية، الليلة الماضية، ليتلقوا من رئيس الموساد، برنيّاع، والوفد المفاوض، تحديثات حول مجريات المحادثات في باريس، قال نتنياهو لبرنياع: "ليست هذه الطريقة التي يجب أن تدير بها المفاوضات، عليك أن تكون أكثر صرامة".
وذكرت القناة أنه خلال اجتماع الكابينيت، طالب نتنياهو بالحصول على قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة، قبل التقدم في المفاوضات؛ في حين قالت الولايات المتحدة إنه تم التوصل إلى اتفاق على الشكل الذي يجب أن تبدو عليه صفقة التبادل، خلال الاجتماع الأميركي الإسرائيلي المصري القطري في باريس.
وخلال الاجتماع الهاتفي، صادق الكابينيت الإسرائيلي على مواصلة المحادثات على أساس الخطوط العريضة التي تم التوصل إليها وبحثها في باريس، وتقرر إرسال وفد إلى قطر، لاستكمال محادثات تبادل الأسرى مع حركة حماس، علما بأن أجواء التفاؤل التي سادت في إسرائيل بعد عودة الوفد المفاوض من باريس، صباح الجمعة، بدأت تتراجع شيئا فشيئا.
في المقابل، نفى مكتب رئيس الحكومة تقرير القناة 13 جملة وتفصيلا، وعلّق بالادعاء أن "بين نتنياهو ورئيس الموساد، برنياع، هناك حوار مهني وموثوق وجيد يقوم على التقدير المتبادل ووحدة الهدف".
"نتنياهو يحاول إفشال المفاوضات"
بدورها، ذكرت القناة 12 العبرية أن نتنياهو يواصل تشديد مواقفه في المفاوضات، وقدم طلبا جديدا بـ"إبعاد" الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية الذين سيتم الإفراج عنهم بموجب صفقة تبادل مع حماس، إلى قطر. ونقلت القناة عن جهات مطلعة أن طلب نتنياهو سيقلص إمكانية التوصل إلى اتفاق في الفترة القريبة.
كما نقلت القناة عن مصادر وصفتها بأنها "مهنية"، قولها إنه سواء قطر أو حركة حماس ستعارضان طلب نتنياهو الجديد، واعتبرت المصادر أن "نتنياهو يحاول المماطلة في محاولة لإفشال مفاوضات الصفقة، وذلك لأسباب سياسية، رغم إمكانية التوصل إلى صفقة جيدة"، بحسب المراسلة السياسية للقناة، دانا فايس.
وأشارت التقارير العبرية إلى "خفض التوقعات" في تل أبيب من إمكانية التوصل إلى صفقة، رغم "تضييق الفجوات" في بعض الملفات خلال المحادثات في باريس، إلا أن "الطريق لا تزال طويلة للتوصل إلى اتفاق"، وسط مخاوف من احتمال "عدم إنضاج المحادثات إلى اتفاق".
وذكرت التقارير أن إسرائيل لم تتلق رد حماس على الخطوط العريضة التي تم التوصل إليها في باريس؛ علما بأن وفدا إسرائيليا يغادر الليلة لمواصلة المحادثات في قطر؛ وبحسب هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" فإن الفجوة الأبرز بين الأطراف المشاركة في المفاوضات تتعلق بالسماح بعودة شمالي قطاع غزة إلى مناطقهم.
وأكدت "كان 11" أن إسرائيل باتت تطالب بالحصول على قائمة بأسماء الرهائن الذين على قيد الحياة كشرط لاستمرار المفاوضات.
أعلن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض "جاك سوليفان" اليوم، أن إسرائيل ومصر وقطر والولايات المتحدة توصلت إلى تفاهم بشأن الملامح الأساسية لصفقة تبادل من أجل الإعلان عن هدنة مؤقتة. وفي مقابلة مع شبكة "ان بي سي" أضاف سوليفان، أن الصفقة لا تزال قيد التفاوض ويجب أن تكون هناك مناقشات غير مباشرة بين قطر ومصر مع حماس.
كذلك قال، ان بايدن لم يطلع بعد على خطة إسرائيل بشأن عملية رفح، مشيرًا إلى أن واشنطن ترى ضرورة عدم المضي قدما في عملية رفح بدون وجود خطة لحماية المدنيين.
هذا وقال مصدر قيادي في حماس، إن أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق بشأن صفقة التبادل لا تعبر عن الحقيقة، وأضاف ان نتنياهو يتهرب من الاستجابة لأهم المطالب بوقف الحرب والانسحاب التام وعودة النازحين الى شمال القطاع.
من جانبه، اعلن الوزير الإسرائيلي بتسالئيل سموتريتش انه سيصوت ضد صفقة تقضي باعادة جميع المخطوفين لقاء انهاء الحرب، وانتقد طريقة اجراء عملية التفاوض لاطلاق سراح المخطوفين، قائلا: "ان الثمن لا يطاق بحيث قد يتم غمر الشوارع بمخربين"، مشيرا الى اننا قمنا بخطوة مماثلة خلال صفقة شاليط واننا ندفع حاليا ثمن ذلك. واضاف سموتريتش انه يرغب في اعادة المخطوفين - الا انه يجب القيام بذلك بصورة مسؤولة.