اعترفت وزارة الخارجية الأمريكية، بعمق المشاعر السائدة في المجتمع الأمريكي بشأن الحرب في غزة، في تعليقها على حادثة إضرام جندي أمريكي النار بنفسه تنديدا بالمجازر في غزة.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء، في تصريح صحفي، "إننا ندرك بالطبع عمق مشاعر الناس بشأن الحرب على غزة ونأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر باستمرار ونستخدمها في التعامل مع القضية".
وأضاف: "لكن في النهاية، يتعين علينا أن نتخذ قراراتنا الخاصة بناءً على ما نعتقد أنه في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، وسنواصل القيام بذلك".
وحول سؤال مراسل وكالة الأناضول عما إذا كانت الحادثة ستؤثر على السياسة الأمريكية، قال ميلر: "لا أعتقد أنه يتعين علي التعليق على هذه القضية المحددة بخلاف التعبير عن تعاطفي مع عائلته".
وأعرب ميلر عن تعازي الإدارة الأمريكية لأسرة العسكري في القوات الجوية الأمريكية آرون بوشنيل (25 عاما)، الذي فارق الحياة بعد إضرامه النار بنفسه.
والاثنين، توجه بوشنيل نحو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله سكب بنزينا على رأسه وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ "الحرية لفلسطين" مرارا وتكرارا حتى توقف عن التنفس، لتعلن شرطة واشنطن لاحقا مفارقته الحياة.
وقبيل إضرامه النار بنفسه، قال بوشنيل أمام السفارة: "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم".
وأظهرت مشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي أحد أفراد شرطة السفارة وهو يقول لبوشنيل "هل يمكنني مساعدتك؟" و"استلق على الأرض"، فيما يقول شرطي آخر: "نحتاج إلى مطفأة حريق وليس مسدسا".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء"، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".