أفاد إعلام عبري بتوجيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سفارة تل أبيب لدى لندن بعدم التعاون مع الزيارة المقررة للوزير بمجلس الحرب بيني غانتس إلى العاصمة البريطانية المرتقبة الأسبوع المقبل.
وقالت القناة (12) العبرية، في تقرير لها: "أصدر مكتب نتنياهو تعليمات للسفارة الإسرائيلية في لندن بعدم التعاون مع الزيارة المقررة للوزير غانتس إلى لندن الأسبوع المقبل".
ومن المتوقع أن يصل الوزير غانتس، الذي يزور واشنطن حاليا، إلى لندن حيث سيلتقي بوزير الخارجية ديفيد كاميرون في مسعى لمنع حظر توريد الأسلحة على إسرائيل، بحسب المصدر ذاته.
وفي 22 فبراير/شباط الماضي، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن المملكة المتحدة تدرس تعليق تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل إذا مضى نتنياهو قدماً في هجوم بري مدمر محتمل على مدينة رفح الفلسطينية في جنوب قطاع غزة.
وتابعت القناة (12)، أن مكتب غانتس يقوم بتنسيق زيارته المرتقبة إلى لندن من تلقاء نفسه بشكل كامل، سواء من الناحية اللوجستية أو الإعلامية، لأنه لا يتلقى أي مساعدة على الإطلاق من السفارة الإسرائيلية.
وأضافت: "يتعارض هذا التوجيه مع الإجراء الذي بموجبه يتلقى كل وزير يأتي لزيارة لندن المساعدة من السفارة في بريطانيا".
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، طلب القناة بالتعليق عما أوردته في تقريرها.
وسبق أن أصدر مكتب نتنياهو توجيها مماثلا للسفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدم التعاون مع غانتس رئيس حزب "معسكر الدولة"، بعدما لم يحصل على إذن منه أو يُنسق معه بشأن الزيارة.
ووصل غانتس، الأحد، إلى واشنطن في زيارة التقى خلالها نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ولدى دخوله البيت الأبيض، قال غانتس: "مع الأصدقاء، عليك التحدث بصراحة، وهذا ما سنفعله"، وفق موقع "والا" العبري.
وتأتي زيارة غانتس إلى واشنطن في ظل تقارير أمريكية، تفيد بأن "صبر الإدارة الأمريكية بدأ ينفد تجاه سلوك نتنياهو في الحرب والادعاءات بأنه مقيد من قبل شريكيه في الحكومة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وتعكس هذه التقارير تصاعد الخلاف بين نتنياهو وغانتس الذي انضم إلى حكومة اليمين كوزير بمجلس الحرب عقب أيام من اندلاعها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأظهرت استطلاعات الرأي العام في إسرائيل في الأشهر الماضية، ارتفاع شعبية غانتس، حيث تفضله أعداد متزايدة من الإسرائيليين على نتنياهو لتولي منصب رئاسة الحكومة.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في 7 أكتوبر، أفادت تقارير إعلامية بوجود خلافات عميقة بين نتنياهو وغانتس.
ومن أهم تلك الخلافات بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، أمور تتعلق بكيفية إدارة الحرب، وملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، وخطط اليوم التالي لانتهاء الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية" لأول مرة منذ تأسيسها في 1948.