قال طبيبان فلسطينيان، إن الجيش الإسرائيلي دمر مجمّع الشفاء الطبي بكامل أقسامه، بالحرق والتفجير، أثناء توغله في المنطقة لمدة أسبوعين، ليتركه غير صالح للعمل.
وفي وقت سابق يوم الاثنين، انسحب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من داخل مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به، مخلفا دمارا هائلا وكارثة إنسانية ارتكبها على مدار 14 يوما، فضلا عن إحراق وتدمير مباني المجمع ومعظم المنازل المحيطة به.
الدمار جعل العمل مستحيلا
الطبيب مروان أبو سعدة، المدير الإداري لمستشفى الشفاء قال في حديث لوكالة الأناضول: "منذ ساعات الفجر انسحب الجيش الإسرائيلي من مستشفى الشفاء بعد أسبوعين من التوغل داخله، مخلفًا دمارًا واسعًا في جميع مباني وأقسام المستشفى".
وأضاف: "الدمار الهائل يجعل الحياة والعودة للعمل مرة أخرى لإنقاذ الجرحى والمرضى مستحيلا".
وتابع: "الجيش الإسرائيلي قام بتفخيخ مباني المستشفى وتدميرها، وأحرق محطات الأكسجين ومولدات الكهرباء وحرق جميع أقسام المستشفى".
وأشار إلى أن المجمع، الذي يعد الحاضنة الكبيرة للمنظومة الصحية في فلسطين، بحاجة إلى إزالة كاملة وإعادة بنائه.
وناشد المجتمع الدولي للتحقيق في ما حدث في مستشفى الشفاء، وضرورة إيجاد بدائل لمعالجة الفلسطينيين في قطاع غزة.
مشفى يتحوّل لركام..
فيما قال مدير الإسعاف والطوارئ، فارس عفانة، لوكالة الأناضول: "عندما وصلنا لمجمع الشفاء الطبي تم مشاهدة الجثث ملقاة على الأرض، ومنها ما هو متحلل وتم نقلها".
وأضاف: "مجمع الشفاء عبارة عن ركام تم تدميره بشكل كامل، وحرق جميع مرافق المستشفى، وأن ما حدث زلزال مدمر".
وتابع: "المستشفى لا يصلح للعودة للعمل بسبب الدمار الهائل الذي خلفته آلية الاحتلال".
ولفت إلى أن "الوضع كارثي، ما يحدث هو ابادة جماعية بحق هذه الأرض، كل شيء متحرك مستهدف من قبل الاحتلال".
وأوضح أنه في محيط مجمع الشفاء الطبي دمر العديد من المنازل، وقتل العشرات، وكنا غير قادرين على الاستجابة لمناشداتهم بسبب الاستهدافات الإسرائيلية.
أسبوعان من القتل والتدمير
والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، قتله 200 فلسطيني واعتقال أكثر من 500 آخرين من منطقة مجمع الشفاء الطبي، خلال العملية العسكرية التي استمرت نحو أسبوعين.
وقال: "على مدار الأسبوعين الماضيين داهمت قوات الجيش وجهاز الأمن العام - الشاباك بقيادة الفرقة 162 مع قوات تابعة لمجموعة القتال 401، ووحدة 13 للكوماندوز البحري، والوحدة الخاصة التابعة للواء الناحال، ودوفديفان وهيئة الاستخبارات العسكرية مستشفى الشفاء".
وأضاف أنه خلال العملية "تم القضاء على 200 فلسطيني، واعتقال ما يزيد عن 500 آخرين ينتمون إلى منظمات فلسطينية (لم يحددها)" على حد زعمه.
ووفق بيان الجيش، "تم تحويل المعتقلين لمتابعة التحقيق معهم في إسرائيل، لدى وحدة 504 التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام".
وأشار إلى أن العملية التي أعلن انتهاءها فجر اليوم، تم تنفيذها بناء على معلومات استخباراتية وصفها بـ"المسبقة والدقيقة الواردة من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام".
وفي السياق، تحدثت حركة "حماس" في بيان عن "العثور على جثامين شهداء مقيّدي الأيدي دفنهم الجيش الإسرائيلي أحياءً" ، ضمن "فظائع" ارتكبها خلال اقتحامه مستشفى الشفاء.
وقبل 14 يوما اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به ونفذ عملية عسكرية واسعة فيه ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى ومئات حالات الاعتقال.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر الماضي بعد حصاره لمدة أسبوع جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولد الكهرباء.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال رمضان، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، حسب بيانات فلسطينية وأممية. -