انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن، إسرائيل بشدّة على الغارة الجوية التي شنّتها في قطاع غزة وأسفرت عن مقتل سبعة عمّال إغاثة، مؤكّداً أنّ إسرائيل "لم تفعل ما يكفي" لحماية المتطوّعين الذين يمدّون يد العون للفلسطينيين الذين "يتضوّرون جوعاً".
وقال بايدن في بيان شديد اللهجة، إنّه يشعر "بالغضب والحزن" لمقتل سبعة عمّال إغاثة من منظمة "وورلد سنترال كيتشن" غير الحكومية ومقرّها الولايات المتحدة.
وأضاف أنّ توزيع المساعدات في القطاع صعب "لأنّ إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية عمّال الإغاثة الذين يحاولون تقديم المساعدة لمدنيين هم بأمسّ الحاجة إليها".
وشدّد الرئيس الأميركي على أنّ "حوادث مثل ذلك الذي وقع بالأمس لا ينبغي أن تقع. إسرائيل أيضاً لم تفعل ما يكفي لحماية المدنيين".
كما أكّد أنّ التحقيق الذي وعدت إسرائيل بإجرائه لجلاء ملابسات الغارة "يجب أن يكون سريعاً، ويجب أن يؤدّي إلى المساءلة، ويجب أن تُنشر نتائجه على الملأ".
ولفت الرئيس الأميركي إلى أنّ مقتل عمّال الإغاثة السبعة لم يكن "حادثة معزولة"، علماً بأنّ الأمم المتحدة تقول إن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس أسفرت عن مقتل حوالى 200 متطوع إنساني.
وقال بايدن في بيانه، إنّ "هذا الصراع هو من بين أسوأ الصراعات في الذاكرة الحديثة من حيث عدد القتلى في صفوف عمال الإغاثة".
وأضاف أنّ الولايات المتّحدة ستواصل الضغط على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة والتوصل إلى "وقف فوري لإطلاق النار في إطار صفقة رهائن".
انسحاب وردود غاضبة على بايدن بسبب غزة خلال مأدبة إفطار
وقالت مصادر لقناة الجزيرة إن إفطارا رمضانيا أقامه الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، الثلاثاء، لشخصيات من الأميركيين العرب والمسلمين بينهم أطباء عائدون من غزة، شهد انسحابا لعدد من الحاضرين احتجاجا على دعم واشنطن للحرب الإسرائيلية.
وذكرت المصادر أن الطبيب ثائر أحمد، العائد من قطاع غزة، قال لبايدن إنه لا يمكنه البقاء في هذه المناسبة بينما الناس يقتلون في غزة.
وسلّم أحمد الرئيس الأميركي ونائبته كامالا هاريس رسالة من طفل نازح في رفح فقد عائلته.
وقد دعا الحضور من الأميركيين العرب والمسلمين الرئيس بايدن لمنع أي عملية محتملة للجيش الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة.
من جهته، أكد بايدن للحضور أنه سيفعل كل ما بوسعه لمنع سقوط مزيد من الضحايا المدنيين في غزة، وفقا للمصادر.
كما دعا الرئيس الأميركي عددا من الحاضرين إلى لقاء موسع في البيت الأبيض لمزيد من النقاش بشأن وجهة نظرهم في الحرب.
وقالت المصادر للجزيرة إن البيت الأبيض أكد للحضور أن موقفه واضح في رفض أي عملية إسرائيلية في رفح لا تضع اعتبارا للنازحين.
وتعد الولايات المتحدة أكبر داعم لإسرائيل في حربها على قطاع غزة المستمرة منذ نحو 6 أشهر، حيث أقامت جسرا جويا وبحريا لتزويدها بآلاف الأطنان من الأسلحة والذخيرة.
لكن الإدارة الأميركية دعت إسرائيل للامتناع عن اجتياح رفح إلى حين وضع خطة لإجلاء المدنيين الذين نزحوا إلى المدينة من مختلف أنحاء قطاع غزة هربا من الحرب، ويقدر عددهم بحوالي 1.4 مليون.