12 دولة من أصل 15 صوتت لصالح فلسطين
استخدمت الولايات المتحدة الأميركية، حق النقض" الفيتو"، لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة.
وصوّت مجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، على طلب دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الأممية، حيث صوت لصالح القرار 12 دولة، وامتنعت دولتان عن التصويت هما بريطانيا وسويسرا ، في حين استخدمت الولايات المتحدة الأميركية "الفيتو".
ووفقا لميثاق الأمم المتحدة، يتم قبول دولة ما عضواً في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى لـ9 أعضاء من مجلس الأمن، من أصل 15 عضوا، بشرط ألا يصوِّت أي من الأعضاء الدائمين الخمسة - روسيا، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية - ضدّ الطلب.
وكانت فلسطين قد قدمت في مطلع شهر نيسان/أبريل الجاري طلبا لمجلس الأمن للنظر مجدّداً في الطلب الذي قدّمته في 2011 لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة.
الرئاسة تدين استخدام الولايات المتحدة "الفيتو" وتشكر الدول التي صوتت لصالح فلسطين
وأدانت الرئاسة الفلسطينية ، وبأشد العبارات، استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أن "الفيتو" الأميركي غير نزيه وغير أخلاقي وغير مبرر، ويتحدى إرادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بقوة حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث تعترف أغلبية دول العالم بدولة فلسطينية وذلك منذ عام 2012 عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة إلى وضع الدولة المراقب.
وشددت الرئاسة على أن هذه السياسة الأميركية العدوانية تجاه فلسطين وشعبها وحقوقها المشروعة تمثل عدواناً صارخاً على القانون الدولي، وتشجّع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وتزيد في دفع المنطقة إلى شفا الهاوية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين ومواصلة سياسات العدوان وجرائم الحرب التي تتم برعاية ودعم الولايات المتحدة الأميركية التي دأبت على استخدام "الفيتو" ضد حقوق شعبنا.
وأكدت الرئاسة، أن هذا الفيتو الأميركي العدواني يكشف تناقضات السياسة الأميركية التي تدّعي من جانب أنها تدعم حل الدولتين، فيما هي تمنع المؤسسة الدولية من تنفيذ هذا الحل عبر استخدامها المتكرر للفيتو في مجلس الأمن ضد فلسطين وحقوقها المشروعة.
وأضافت الرئاسة، أن تحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم رهن بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
وشكرت الرئاسة الفلسطينية، الدول الأعضاء التي صوتت لصالح حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مشيرةً إلى أن هذا التصويت الدولي لصالح حق الشعب الفلسطيني دليل على وقوف العالم موحّدًا خلف قيم الحق والعدل والحرية والسلام التي تمثلها القضية الفلسطينية، وضد جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
وجاءت أول ردود الفعل على هذه الخطوة كالتالي:
- وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال إنه يهنئ واشنطن لاستخدامها الفيتو ضد المقترح الذي وصف بالملتوي، واعتبر أن مقترح الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد نصف عام من هجوم أكتوبر/تشرين الأول هو مكافأة للإرهاب، على حد قوله.
- حركة حماس قالت إنها تدين بأشد العبارات الموقف الأميركي المنحاز للاحتلال، وتدعو المجتمع الدولي إلى "الضغط لتجاوز الإرادة الأميركية ودعم نضال شعبنا وحقه المشروع في تقرير مصيره"، معتبرة أن فيتو واشنطن ضد منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة يعزل الإدارة الأميركية عن الإرادة الدولية.
- وزير خارجية أيرلندا مايكل مارتن عبر عن شعوره بخيبة الأمل من نتيجة التصويت، وقال إن بلاده تدعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وإن الوقت حان كي تأخذ مكانها الصحيح بين دول العالم.
- وزارة الخارجية المصرية عبرت عن الأسف لعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يُمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، واعتبرت أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقرار عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة هو حق أصيل للشعب الفلسطيني، كما أن إعاقة إقرار حق الشعب الفلسطيني في الاعتراف بدولته لا يتماشى مع المسؤولية القانونية والتاريخية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي.
وضع مراقب
وحسب وكالة رويترز، يحظى الفلسطينيون في الوقت الحالي بصفة دولة غير عضو لها وضع مراقب، وهو اعتراف واقعي بوجود دولة فلسطينية كانت قد أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2012. لكن طلب الحصول على عضوية كاملة في المنظمة الدولية بحاجة إلى موافقة مجلس الأمن ثم موافقة ما لا يقل عن ثلثي أعضاء الجمعية العامة.
وتأتي المحاولة الفلسطينية لنيل عضوية كاملة بالأمم المتحدة بعد 6 أشهر من اندلاع الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، وفي وقت توسع فيه إسرائيل مستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن الخميس إن "التصعيد في الآونة الأخيرة يجعل دعم الجهود حسنة النوايا أكثر أهمية لتحقيق سلام دائم بين إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة بالكامل وتتمتع بمقومات البقاء وذات سيادة".
وأضاف غوتيريش أن "الفشل في إحراز تقدم صوب حل الدولتين سيزيد فحسب من التقلبات والمخاطر أمام مئات الملايين في أنحاء المنطقة، إذ سيواصلون العيش تحت تهديد مستمر بالعنف".
وقبيل التصويت، دعا المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، الذي قدمت بلاده مشروع القرار للتوصية بقبول دولة فلسطين عضوًا كاملًا في الأمم المتحدة، نيابة عن دولة فلسطين والمجموعة العربية، الدول الأعضاء إلى التصويت لمنح فلسطين العضوية واعتمادها، وذلك لرفع الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي المتواصل للأراضي الفلسطينية.
ونقل، تحيات الجزائر، والمجموعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وحركة عدم الانحياز، وشعوب وأحرار العالم، لرئيسة الجلسة التي أولت المشروع اهتماما، ما يؤكد حرص المجتمع الدولي لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة الدولية.
وأضاف: "على المجتمع الدولي الذي يسعى إلى تحقيق السلام، العمل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق السلام على أساس حل الدولتين"، مؤكدا بأن الجزائر ستبقى تدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم هذا المشروع الذي قدم بعد استكمال الشروط كافة ضمن الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة.
مندوبة فرنسا: نؤيد رفع مستوى تمثيل فلسطين
أكدت مندوبة فرنسا عقب التصويت أن بلادها تؤيد رفع مستوى تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة عبر إعطائها العضوية الكاملة، مع دعم الجهود للوصول إلى حل الدولتين.
وأضافت: على مجلس الأمن الالتزام بحل سياسي للنزاع ورفع مستوى العمل الإنساني، ونطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة.
ممثل كوريا : نأسف لعدم اعتماد فلسطين عضوا في الأمم المتحدة
أعرب ممثل كوريا عن أسفه لعدم اعتماد عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.
وطالب بوقف فوري لإطلاق النار، والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والسماح بوصول المساعدات لقطاع غزة، مؤكدا ضرورة العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، والعودة إلى المفاوضات، وتحقيق السلام المستدام.
ودعا إلى ضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، ووجوب توحيد الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال، ووقف معاناة الشعب الفلسطيني.
مندوب اليابان: ندعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
وقال مندوب اليابان إن بلاده تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وحل الدولتين.
وأشار إلى أن بلاده قدمت الحد الأقصى لجهود بناء الدولة الفلسطينية، مؤكدا ضرورة إعمار قطاع غزة بدعم من الأسرة الدولية، بعد التوصل لوقف إطلاق النار.
وأضاف: أعربنا عن أملنا أن يدعم المجلس العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، وصوتت اليابان لصالح مشروع القرار، ونرى أن فلسطين تستوفي شروط حصولها على عضوية كاملة.
ممثل الصين: المعترضون على عضوية فلسطين يتذرعون بحجج واهية
وقال ممثل الصين "إن الشعب الفلسطيني يعاني بسبب الاحتلال، والذين يعترضون على حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة يتذرعون حجج واهية، فالعضوية ستوفر بيئة مناسبة، لإجراء المفاوضات وإحلال الأمن والسلام".
وأضاف أن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة هو حق غير قابل للتصرف بالنسبة للفلسطينيين، ولا يجب أن يخضع إلى أي مساومات.
وتابع: سيأتي يوم وتتمتع فيه فلسطين بكافة حقوقها كسائر أعضاء الأمم المتحدة، وستتمكن من العيش إلى جانب الدول المجاورة بسلام، والصين ستبذل جهدها إلى أن يأتي هذا اليوم.
ممثل روسيا: "الفيتو" يفضح سياسة الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية
أكد ممثل روسيا أن الولايات المتحدة لا تتفق مع أعضاء مجلس الأمن، وللمرة الخامسة منذ بدأ العدوان على قطاع غزة تستخدم حق "الفيتو"، وهذا يفضح سياستها تجاه القضية الفلسطينية.
وتساءل: أيستحق الفلسطينيين عضوية الأسرة الأممية والعالمية ليشاركوا بالكامل في القرارات والحياة الدولية؟ مؤكدا ضرورة أن تتحمل الولايات المتحدة مسؤولياتها تجاه انصاف الشعب الفلسطيني.
ممثل سلوفينيا: فلسطين تستوفي الشروط لمنحها العضوية في الامم المتحدة
قال ممثل سلوفينيا، إن بلاده تستمر بالدعوة لاحترام كافة المواثيق الدولية والى التسوية السلمية، مشددا على ضرورة أن تؤدي الأمم المتحدة دورا حيويا في عملية السلام.
وأوضح أن هذه الجلسة يجب ان تركز على عدة أهداف، منها: معالجة الوضع الراهن في غزة، واستئناف العملية السياسية للوصول الى حل الدولتين، مشيرا إلى أن فلسطين تستوفي الشروط لمنحها العضوية في الامم المتحدة، وهي خطوة مهمة نحو السلام، بما انها تعزز دور السلطة الفلسطينية، وتساهم في توفير الأمن.
غيانا تؤكد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
أكد ممثل غيانا حق الشعب الفلسطيني بأفق سياسي يقود لسلام عادل وشامل، محذرا من خطورة غياب مساءلة السلطة المحتلة عن انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي، منذ 1948 وحتى يومنا هذا.
وقال: الإفلات من العقاب يجب ان ينتهي، وبلادنا تؤيد عضوية دولة فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه منذ عام 1947 وحتى الآن عقدت 792 جلسة رسمية في هذا المجلس، للنظر في المسألة الفلسطينية، إلا أن هذا التعاطف لم يولد الإرادة السياسية الكافية لتحقيق حل دائم وعادل وشامل لقضية فلسطين.
وأعرب عن أسفه من عدم حصول فلسطين على العضوية، مؤكدا أن التعاطف التاريخي مع الشعب الفلسطيني لم يرتق لمستوى الكشف عن الأسباب الجذرية لعدم قيام دولة فلسطين مستقلة.