صوّت مجلس النواب الأميركي لصالح خطة مساعدات عسكرية واسعة لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان بقيمة 95 مليار دولار، في خطوة كانت مرتقبة إلى حد بعيد تحظى بدعم الجمهوريين والديمقراطيين على السواء.
ووافق مجلس النواب على مشروع قانون لتقديم مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل بقيمة 26 مليار دولار مع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو 7 أشهر، وذلك رغم قلق المجتمع الدولي حيال مصير المدنيين في غزة.
وجاء التصويت بموافقة 366 عضوا ومعارضة 58 عضوا. وتهدف هذه الأموال خصوصا إلى تعزيز الدرع الإسرائيلية المضادة للصواريخ "القبة الحديدية".
كما صوّت مجلس النواب الأميركي لصالح حزمة مساعدات ضخمة لأوكرانيا بـ61 مليار دولار لدعم كييف في تصديها للحرب الروسية.
وشهدت حزمة المساعدات العسكرية والاقتصادية هذه أخذا وردا استمر أشهرا وسجالات حادة.
وتم تمرير مشروع القانون في مجلس النواب -الذي يتمتع فيه الجمهوريون بأغلبية ضئيلة- بأغلبية 311 مقابل 112. وكان هناك تصفيق في القاعة بعد التصويت. ولوح عدد من المشرعين بالعلم الأوكراني وهتفوا "أوكرانيا، أوكرانيا".
كذلك صوّت النواب على نص يتضمن تهديدا بحظر تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة إذا لم تقطع الشبكة الاجتماعية صلاتها بالشركة الأم "بايت دانس" وتاليا بالصين.
ثم صوتوا على نص يهدف إلى احتواء الصين على الصعيد العسكري عبر الاستثمار في الغواصات وتقديم مساعدة إلى تايوان.
وعقب جلسة مجلس النواب، رحّب الرئيس الأميركي جو بايدن بتصويت مجلس النواب على "مساعدة حيوية" لأوكرانيا وإسرائيل.
وقال بايدن إن حزمة المساعدات -البالغة قيمتها الإجمالية 95 مليار دولار- توجّه "رسالة واضحة بشأن قوة القيادة الأميركية حول العالم"، وحضّ مجلس الشيوخ على المصادقة عليها في أسرع وقت.
وبموافقة المجلس انتقل التشريع إلى مجلس الشيوخ -ذي الأغلبية الديمقراطية- الذي أقر إجراء مماثلا قبل أكثر من شهرين.
ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ على الحزمة خلال أيام ويرفعها إلى بايدن للتوقيع عليها لتصبح قانونا.
ترحيب واسع
وتوالت ردود الفعل على إقرار مجلس النواب الأميركي حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إقرار الكونغرس بالأغلبية قانون المساعدات "يظهر الدعم القوي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإسرائيل".
وكتب نتنياهو على منصة إكس أن "الكونغرس الأميركي تبنى للتو بغالبية ساحقة مشروع قانون مساعدة مقدرا جدا، يعكس دعما ثنائيا قويا لإسرائيل، ويدافع عن الحضارة الغربية. شكرا لأصدقائنا، شكرا لأميركا".
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تصويت مجلس النواب الأميركي يوجه "رسالة قوية إلى أعدائنا".
وكتب كاتس عبر منصة إكس إن هذا التصويت "يؤكد العلاقات الوثيقة والشراكة الإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويوجه رسالة قوية إلى أعدائنا".
أما على صعيد أوكرانيا، فقد أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد تصويت مجلس النواب الأميركي لصالح حزمة مساعدات لأوكرانيا بنحو 61 مليار دولار أنها "ستنقذ آلاف الأرواح".
وكتب زيلينسكي على منصة إكس إن "قانون المساعدة الحيوية الذي أقره مجلس النواب اليوم سيمنع توسع الحرب، وينقذ آلافا وآلافا من الأرواح، ويساعد دولتينا في أن تُصبحا أقوى"، معربا عن "امتنانه" للنواب الأميركيين.
كما رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بالمساعدة المرتقبة لأوكرانيا. وكتب على منصة إكس "أرحب بموافقة مجلس النواب الأميركي على برنامج مساعدة جديد مهم لأوكرانيا. إن أوكرانيا تستخدم الأسلحة التي يقدمها الحلفاء في حلف الأطلسي لتدمير القدرات القتالية الروسية. هذا الأمر يعزز أمننا جميعا في أوروبا وأميركا الشمالية".
من جهته، رحب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بالموافقة نفسها. وكتب على منصة إكس "أرحب بتصويت مجلس النواب الأميركي وموافقته على مساعدة حيوية منتظرة منذ وقت طويل بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا. هذا يوجه إشارة واضحة إلى الكرملين: من يؤمنون بالحرية وبميثاق الأمم المتحدة سيواصلون دعم أوكرانيا وسكانها".
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن التصويت على المساعدة الأميركية لأوكرانيا يوجه "إشارة واضحة" إلى موسكو.
كذلك رحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالقرار، ووصفته بأنه "يوم يبعث على التفاؤل بالنسبة إلى أمن أوكرانيا وأوروبا".
الكرملين يندد
في المقابل، ندّد الكرملين بتصويت في مجلس النواب الأميركي لصالح حزمة مساعدات لأوكرانيا بـ61 مليار دولار، واعتبر أن هذا الدعم "سيقتل مزيدا من الأوكرانيين بسبب نظام كييف".
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن "قرار توفير مساعدة لأوكرانيا كان منتظرا ومتوقعا. إنه سيزيد الولايات المتحدة ثراء وأوكرانيا دمارا بقتل مزيد من الأوكرانيين بسبب نظام كييف".
وأوضح بيسكوف أن بندا في التشريع يسمح للإدارة الأميركية بمصادرة أصول روسية محتجزة بالفعل ونقلها إلى أوكرانيا لإعادة الإعمار من شأنه أن يشوه صورة الولايات المتحدة، مضيفا أن روسيا سترد بإجراءات تصب في مصلحتها.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر تليغرام إن "تقديم الولايات المتحدة مساعدة عسكرية إلى أوكرانيا وإسرائيل وتايوان سيفاقم الأزمات العالمية.. إن المساعدة العسكرية لنظام كييف هي دعم مباشر للأنشطة الإرهابية. في تايوان، إنها تدخل في الشؤون الداخلية للصين. في إسرائيل إنها طريق مباشر نحو تدهور غير مسبوق للوضع في المنطقة".