أفاد إعلام مصري، يوم الثلاثاء، بأن القاهرة طالبت تل أبيب بوقف تحركاتها العسكرية في معبر رفح من الجانب الفلسطيني "فورا".
جاء ذلك وفق ما ذكره وفد أمني مصري لنظرائه في تل أبيب، بحسب ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة عن مصدر لم تسمه وصفته بأنه "رفيع المستوى".
وجاءت التصريحات المصرية عقب إعلان إسرائيل "السيطرة العملياتية" على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وما نتج عنه من تعليق لدخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.
ووفق المصدر ذاته "حذر الوفد الأمني المصري نظرائه في إسرائيل من عواقب اقتحام معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وطلب وقف هذا التحرك فورا".
وأكد أنه "لا تزال الجهود (المصرية) تتواصل لوقف التصعيد بين الطرفين (حماس وإسرائيل)".
وسبق وأدانت الخارجية المصرية، الثلاثاء في بيان العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر.
واعتبرت أن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتمادا أساسيا على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة".
ودعت القاهرة "الجانب الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة".
وصباح الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "قوات اللواء 401 حققت السيطرة العملياتية على معبر رفح من جهة غزة".
وتأتي تلك التحركات، بعد ساعات من إعلان حركة حماس، في بيان أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ قطر ومصر موافقة الحركة على مقترح البلدين الوسيطين بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة.
فيما ادعى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المقترح الذي وافقت عليه حماس "بعيد كل البعد عن تلبية متطلبات" تل أبيب، وأن تل أبيب سترسل وفدا للقاهرة "لاستنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشروط مقبولة".
وتلت هذه التطورات إعلان الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين، بدء عملية عسكرية في مدينة رفح، بزعم أنها "محدودة النطاق"، وتوجيه تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بـ"إخلاء" شرق المدينة قسرا والتوجه لمنطقة المواصي جنوب غرب القطاع.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.