أفاد تقرير لشبكة CNN الإخبارية بان حركة حماس طالبت إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 12 أسبوعا، بدلا من ستة أسابيع، كجزء من الصفقة. وشكل هذا الطلب، حسب ثلاثة مصادر مطلعة على التفاصيل ذكرتهم الشبكة، عقبة كبيرة أمام مفاوضات القاهرة.
ودار الحديث في البداية، عن ان المرحلة الأولى من الصفقة ستستمر ستة أسابيع، يتم خلالها مناقشة المرحلة الثانية. وكان من المفترض أيضًا أن تستمر المرحلة الثانية من الصفقة لمدة ستة أسابيع. والآن، يُقال إن حماس تطالب بالتزام إسرائيلي مسبق لمدة مضاعفة خلال المرحلة الأولى.
وقالت مصادر مصرية وأخرى دبلوماسية غربية في القاهرة لصحيفة "العربي الجديد" إن هناك مساعي لاستئناف مفاوضات التهدئة ووقف لإطلاق النار في قطاع غزّة بعد أيام في الدوحة، وكشفت عن تلقّي كل من رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ومدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز، اتصالين من رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، دعاهما خلالهما إلى استئناف المفاوضات في عاصمة بلاده.
وكشف مصدر مصري أيضاً أن بيرنز "أكّد اليوم للمسؤولين المصريين المشاركين في الوساطة في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل أنه سيكون هناك اتصال هاتفي جديد بين الرئيس الأميركي بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال يومين، من أجل تسريع حسم العودة سريعاً للتفاوض والتوصل إلى اتفاق".
وقال مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة تلعب بلاده دوراً في الجهود الرامية إلى التهدئة في المنطقة، إن "الحديث عن ضرب الحكومة الإسرائيلية عرض الحائط التحذيرات الأميركية الخاصة بعدم توسيع العملية العسكرية في قطاع غزّة واستكمال خطّة الاجتياح البرّي لمدينة رفح الفلسطينية، أمر غير وارد، خاصة أن الإدارة الأميركية أكّدت خلال اتصالات رفيعة المستوى، الساعات الماضية، أن الإجراءات العقابية لإسرائيل لن تقتصر على شحنة الأسلحة المعلقة، وأن هناك طلبات أخرى مقدّمة من الجيش الإسرائيلي بشأن نوعيات معينة من الأسلحة والذخائر غير الهجومية سيتم تعليق الاستجابة لها أيضا".
وأفاد المصدر بأن "هناك تطمينات أميركية بشأن عدم ارتكاب إسرائيل مجزرة في صفوف المدنيين"، وإن "إدارة بايدن أكدت أن هناك فرقاً بين بقاء الجيش الإسرائيلي في رفح وعدم انسحابه منها وبين ارتكاب مجازر وعمليات قتل واسعة، وهو ما لن تسمح به واشنطن، حيث شدّدت خلال اللقاء الذي جمع بيرنز بنتنياهو أخيراً على رفض ذلك".
وفي السياق، أكّد مصدر آخر أن "هناك دافعاً قوياً لدى الإدارة الأميركية للجم خطط نتنياهو والوزراء المتشدّدين في حكومته، يرتبط بمعلومات استخبارية وصلت إليها عبر أكثر من مصدر، بينها مصادر انخرطت في مفاوضات الوساطة، متعلقة باستحالة الوصول إلى تحرير أسرى أحياء بسبب الخطط التي وضعتها فصائل المقاومة لتأمينهم". وكشف المصدر عن "ضغوط غربية واسعة لإيجاد صيغة تضمن وصول المساعدات الغذائية بشكل عاجل إلى القطاع، في ظلّ تحذيرات أممية من نفاد مخزون الأغذية في رفح في غضون ثلاثة أيام على أقصى تقدير".
ومساء الخميس، غادر وفدا حركة حماس وحكومة إسرائيل القاهرة، من دون التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى والمعتقلين من الجانبين، يؤدّي إلى "هدنة مؤقتة"، بعد جولة مفاوضات استمرّت يومين، بحضور الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين.