يواجه سكان قطاع غزة أزمة صحية وإنسانية حادة بسبب تلوث المياه، حيث كشفت شبكة "إم.إس.إن.بي.سي نيوز" الأميركية أن المواطنين في القطاع المدمر يعانون من انتشار سريع للأمراض الجلدية والتهابات الكبد نتيجة لاستخدامهم المياه الملوثة. وتعود هذه الكارثة إلى تدمير إسرائيل لمعظم محطات تحلية المياه والآبار في القطاع.
ووفقًا لشهادات أطباء ومنظمات إنسانية في غزة، أصيب العديد من الأطفال بأمراض خطيرة مرتبطة بشرب أو الاستحمام في مياه ملوثة، مع تزايد حالات التهاب الكبد والأمراض الجلدية بشكل مقلق.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، إن «أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفاً صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئية غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي». وأضافت «يونيسيف»، في منشور على حسابها عبر منصة «إكس»، أن «أطفال غزة يواجهون ظروفاً صعبة، منها الأمراض الجلدية، والبيئة غير الصحية، والأعمال العدائية التي لا تنتهي».
وقدّرت منظمة "أوكسفام" أن جميع محطات تحلية المياه في القطاع و88% من آبار المياه تعرضت للتدمير أو الأضرار البالغة نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر لأكثر من 10 أشهر. وأشارت المنظمة إلى أن كمية المياه المتاحة في غزة انخفضت بنسبة 94%، حيث تراجعت إلى أقل من 5 لترات يوميًا للشخص الواحد، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به الأمم المتحدة في حالات الطوارئ.
وأضاف التقرير أن السلطات الإسرائيلية رفضت التعليق على الأوضاع الصحية الناجمة عن تلوث المياه في غزة. ورغم إعلان مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن تشكيل فريق لمعالجة قضايا الصرف الصحي، فإن الواقع على الأرض يشير إلى تفاقم الأزمة مع تدمير معظم البنية التحتية الأساسية.
وأكدت الشبكة أن الجهود الإنسانية لإصلاح البنية التحتية وتوفير مياه نظيفة تواجه عوائق كبيرة، مما يجبر السكان على استخدام مياه البحر الملوثة بمياه الصرف الصحي. ويؤدي هذا الوضع إلى تفشي الأمراض بشكل خطير، حيث أشار الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس، إلى انتشار واسع لالتهاب الكبد الوبائي (A) في غزة.
وتقدر الأمم المتحدة أن عدد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (A) في غزة وصل إلى حوالي 40 ألف حالة منذ بدء الحرب، مقارنة بـ 85 حالة فقط قبلها. كما سجلت منظمة الصحة العالمية ارتفاعًا كبيرًا في حالات الإصابة بالجهاز التنفسي الحاد، والإسهال، والطفح الجلدي، والجرب.
وتحدثت نسرين القرا، التي نزحت مع عائلتها إلى خان يونس، عن الصعوبات التي تواجهها في الحصول على مياه نظيفة، مشيرة إلى اضطرارها لشرب المياه المالحة رغم علمها بالمخاطر الصحية، قائلة: "لا نفكر فيما سيحدث لنا لاحقًا، المهم أن أشرب عندما أشعر بالعطش وهذا كل شيء".