في تطور جديد ومثير للقلق، لجأ الاحتلال الإسرائيلي إلى استخدام الرافعات المحمولة على شاحنات عسكرية كوسيلة جديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة من مسافات بعيدة. إذ باتت هذه الرافعات تُنصب فور دخول الدبابات إلى المناطق السكنية، لتتحول إلى أبراج مراقبة تُستخدم من قِبَل القناصة لقتل الفلسطينيين من ارتفاعات تتجاوز 35 مترًا، ومن مسافات تصل إلى أكثر من 2000 متر.
شهود عيان أكدوا أن القناصة يتخفون في غرف خاصة أعلى هذه الرافعات، مما يجعل من الصعب على السكان التحرك بأمان في المناطق المجاورة. وقد تم رصد هذه الرافعات مؤخرًا في مناطق خزاعة وعبسان، حيث زادت من عدد الضحايا في صفوف المدنيين. وأوضح المواطن عبد الله عاشور أن هذه الرافعات تعمل بتكامل مع طائرات "كواد كابتر" والطائرات المسيّرة، مما يساهم في زيادة الإصابات بين المدنيين مع كل عملية اجتياح.
أشرف عيسى، أحد سكان بلدة بني سهيلا، روى تجربته قائلاً إنه اضطر إلى العدول عن محاولة العودة إلى منزله لجلب دواء عندما شاهد "رافعة الموت" قد نُصبت في المنطقة. وأضاف أن الاحتلال أقام رافعتين إضافيتين في مناطق شرق خان يونس، مما دفعه لتحذير سكان المنطقة من مغبة الاقتراب من منازلهم.
هذا الأسلوب الجديد الذي تبناه الاحتلال الإسرائيلي في استخدام الرافعات لتحويلها إلى أبراج قتل متنقلة، يشكل تهديدًا مستمرًا للمواطنين الفلسطينيين حتى في المناطق البعيدة عن نقاط الاشتباك، مما يزيد من معاناة السكان تحت الحصار.