الحكومة اللبنانية تتحرك دبلوماسياً لوقف التصعيد العسكري بين «حزب الله» وإسرائيل

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يترأس اجتماعاً وزارياً في منزله (إ.ب.أ)

بيروت - تحركت الحكومة اللبنانية دبلوماسياً في محاولة لوقف التصعيد العسكري المتصاعد بين «حزب الله» وإسرائيل، وذلك على خلفية الرد العسكري من الحزب على اغتيال إسرائيل لقائده العسكري فؤاد شكر قبل نحو أسبوعين في الضاحية الجنوبية لبيروت. في هذه الأثناء، أعلنت الأمم المتحدة أنها تكثف اتصالاتها لحث جميع الأطراف على خفض التصعيد والامتناع عن الأعمال العدائية.

 هجوم «حزب الله» والرد الإسرائيلي

أعلن «حزب الله» في بيان له أنه نفّذ هجوماً على مواقع إسرائيلية كجزء من «رد أولي» على اغتيال شكر. من جانبها، أفادت إسرائيل بأنها أحبطت الهجوم عبر تنفيذ ضربات استباقية استهدفت منصات إطلاق صواريخ ومسيرات داخل الأراضي اللبنانية. وأشارت إلى أن عملياتها جاءت لضمان عدم تصعيد الموقف أكثر مما هو عليه.

 اجتماع حكومي طارئ لمتابعة التطورات

في ضوء هذه التطورات، ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً وزارياً طارئاً في مقر إقامته لبحث التطورات الميدانية على الجبهة الجنوبية. تناول الاجتماع تأثير التصعيد العسكري على الأوضاع الإنسانية، بما في ذلك الأوضاع الصحية والإيوائية والغذائية، فضلاً عن مناقشة جاهزية خلايا الطوارئ في المناطق المتضررة. كما تم استعراض نتائج الاتصالات مع المنظمات الدولية والمجتمع المدني لتنفيذ خطة طوارئ شاملة.

وأكد ميقاتي خلال الاجتماع أنه يجري اتصالات مكثفة مع «أصدقاء لبنان» لوقف التصعيد العسكري، مشدداً على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي أولاً والتمسك بتطبيق القرار الأممي 1701. كما جدد دعمه للجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة.

جهود الأمم المتحدة لخفض التصعيد

في إطار المساعي الدولية للتهدئة، أصدرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة بياناً مشتركاً، أعربا فيه عن قلقهما من التطورات الميدانية على طول الخط الأزرق الحدودي بين لبنان وإسرائيل. دعا البيان جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والامتناع عن أي تصعيد إضافي، مؤكداً أهمية احترام الاتفاقيات الدولية والتعاون مع المجتمع الدولي للحفاظ على استقرار المنطقة.

 اضطرابات في حركة الطيران بمطار بيروت

تسببت الضربات الجوية الإسرائيلية وتأزم الأوضاع الأمنية في اضطراب حركة الطيران في مطار بيروت الدولي. وأعلنت عدة شركات طيران إلغاء أو تأجيل رحلاتها إلى بيروت يوم الأحد، ما أدى إلى تأخير مئات المسافرين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في المطار لساعات طويلة.

في هذا السياق، تحدثت المسافرة إلهام شقير إلى وكالة الصحافة الفرنسية، موضحة أنها كانت تستعد للسفر إلى عمان ومنها إلى الولايات المتحدة على متن طائرة الخطوط الأردنية، لكنها فوجئت بإلغاء رحلتها قبل وقت قصير من إقلاعها. وأضافت شقير أنها اضطرت إلى حجز تذكرة جديدة على متن طيران الشرق الأوسط، رغم التكلفة الباهظة، على أمل استكمال رحلتها في وقت لاحق.

 تأكيدات باستمرار نشاط المطار رغم الاضطرابات

رغم التأجيلات والإلغاءات التي شهدها مطار بيروت، أكدت المديرية العامة للطيران المدني في بيان أن المطار لا يزال يعمل بشكل طبيعي، مشيرة إلى أن بعض الرحلات فقط تم تأجيلها بسبب الظروف الأمنية. وأعلنت شركات طيران أخرى مثل «إير فرانس» و«الخطوط الملكية الأردنية» و«الاتحاد للطيران» تعليق رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى إشعار آخر.

 تعليق شركات الطيران لرحلاتها

أعلن الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية الأردنية، سامر المجالي، تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى بيروت بسبب الوضع الراهن. وتبعتها شركات أخرى مثل «طيران الاتحاد» و«لوفتهانزا»، حيث أعلنت الأخيرة تمديد تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى نهاية سبتمبر، في حين أكدت أن رحلاتها إلى تل أبيب وطهران ستظل معلقة حتى أوائل سبتمبر على الأقل، تحسباً لتفاقم الأزمة في المنطقة.

خاتمة

يتزايد القلق الدولي والمحلي من تداعيات التصعيد العسكري بين «حزب الله» وإسرائيل، في ظل تحرك الحكومة اللبنانية دبلوماسياً لاحتواء الأزمة، وتكثيف الأمم المتحدة لجهودها في سبيل خفض التوتر. ومع استمرار الاضطرابات في حركة الطيران والتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية، يبقى الوضع في جنوب لبنان محور الاهتمام الإقليمي والدولي، في انتظار ما ستسفر عنه الجهود الدبلوماسية.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - لبنان