منذ ساعات الصباح الأولى، بألوان ملابسهم الزاهية ووجوههم المتلهفة، اصطف مئات الأطفال على بوابة مركز فتحي عرفات التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في وسط دير البلح، ينتظرون بتوتر تلقي لقاح شلل الأطفال.
في استقبالهم، كان هناك "جنود من ملائكة الرحمة" – أطباء، ممرضات، ممرضون، قابلات، وإداريون – الذين تحضروا لهذه اللحظة منذ أسابيع، بابتساماتهم اللطيفة وصبرهم اللامتناهي، قاموا بتهدئة مخاوف الأطفال وقدموا لهم اللقاح بحب وتفهم، في مشهد يفيض بالإنسانية والرعاية، حيث تكاتف المجتمع لضمان مستقبل صحي وآمن لأطفاله.
وسيتم تطعيم الأطفال في مركز فتحي عرفات على مدار ثلاثة أيام، تبدأ من الساعة 7 صباحًا حتى 3 عصرًا، حيث تأتي هذه الجهود في سياق الحملة الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال لضمان وصول اللقاح إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال في مختلف المناطق.
الجدير بالذكر أن بعض الفرق الميدانية التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني كانت تخطط للتنقل بين المخيمات ومراكز النزوح لتقديم التطعيمات للأطفال، ولكن منع إسرائيل لحملات التطعيم في بعض المناطق، مثل المغازي والبريج والمصدر وخان يونس، حال دون تحقيق هذا الهدف.
هذا المنع أدى إلى إعاقة الجهود الرامية للوصول إلى الأطفال في تلك المناطق، وترك العديد منهم دون حماية ضد شلل الأطفال، مما يفاقم المخاوف بشأن تفشي المرض في المناطق الأكثر ضعفاً.
اقبال ممتاز على التطعيم
وقال الدكتور محمد أبو رحمة، مدير العيادات الأولية في جمعية الهلال الأحمر: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال تتم على مرحلتين، تلقى الأطفال اليوم الجرعة الأولى من اللقاح، والتي تهدف إلى تعزيز مناعتهم ضد الفيروس.
ومن المقرر أن يعود الأطفال لتلقي الجرعة الثانية بعد 21 يومًا، حيث يهدف توزيع الجرعات إلى ضمان تعزيز فعالية اللقاح وتحقيق حماية مستدامة للأطفال ضد شلل الأطفال، وتساعد الجرعتان معًا في توفير مناعة أقوى وأطول ضد المرض.
وشدد أبو رحمة على أن اللقاح آمن وفعال مطالباً جميع الأهالي إلى إحضار أطفالهم لتلقي اللقاح، واصفاً الإقبال في اليوم الأول بالممتاز مما يعكس وعي المجتمع بأهمية التطعيم وحرصهم على صحة أطفالهم.