في أحد أيام العدوان المستمر على غزة، كان جهاد صقر، الشاب الفلسطيني ذو السبعة عشر عاماً، يتجول في حيه السكني، حين شعر فجأة بحرارة تخترق ساقه اليمنى. كانت لحظة سريعة، لكنها غيرت مجرى حياته.
كانت تلك رصاصة قنّاص أدت إلى إصابته مباشرة، ناثرة شظاياها في عظام ساقه وممزقة الأوردة والشرايين. حاول أن يخطو خطواته المعتادة، لكن ساقه خانته، وسقط على الأرض غارقًا في دمائه.
نُقل جهاد إلى أقرب مركز صحي، حيث ضمد الأطباء جراحه بوسائل بسيطة ومعدات شحيحة، في ظل الانهيار الطبي الذي يعاني منه القطاع بعد أشهر من القصف والحصار، ولم يكن أمام الأطباء خيارات كثيرة؛ فإما بتر ساقه للحفاظ على حياته أو انتظار معجزة طبية تتيح له العلاج خارج غزة.
وهنا جاء الأمل من الإمارات العربية المتحدة، حيث تم ترشيح حالة جهاد ضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، “ لعلاج 1000 جريح فلسطيني و1000 من مرضى السرطان. وبعد رحلة طويلة عبر مصر، وصل جهاد إلى مدينة برجيل الطبية في أبوظبي، ليخضع فوراً لعملية تقييم شامل لحالته، من جانب الفريق الإماراتي وجميع العاملين فيه من كفاءات طبية.
الدكتور مايكل أوجلو، الذي قاد الفريق الطبي المعالج، وضع خطة علاجية معقدة، تضمنت تثبيت الكسر بمثبت خارجي دائري لمنع أي مضاعفات، وبعد أسابيع من العلاج والمراقبة، بدأت ساق جهاد في التعافي، ومعها عاد الأمل في قدرته على المشي مجدداً.
يقول جهاد، الذي استعاد ساقه: “شكراً لكل من ساهم في علاجي في غزة ودولة الإمارات. لقد أنقذوا حياتي وساقي، وها أنا أقف منتصب القامة من جديد، ولن أنسى لدولة الإمارات هذا الموقف، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، في هذه الأزمة، وطوال تاريخها معنا".