يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية لليوم الثامن على التوالي في المناطق الشمالية من قطاع غزة، مستهدفًا مخيم جباليا وبلدات بيت لاهيا وبيت حانون، بالإضافة إلى المناطق الغربية التي تتعرض لعمليات تفجير وتدمير واسعة النطاق. عمليات جيش الاحتلال تشمل تفجير المنازل والبنية التحتية في مناطق واسعة من مخيم جباليا، حيث يُسمع دوي انفجارات قوية في مختلف أنحاء القطاع، ما يشير إلى استخدام كميات كبيرة من المتفجرات.
وبحسب شهود عيان تحدثوا إلى وسائل اعلام مختلفة، تقوم آليات وجرافات جيش الاحتلال بوضع سواتر ترابية جديدة في المناطق الغربية من المخيم، في محاولة لفرض حصار على السكان ودفعهم للنزوح شرقًا وجنوبًا. ورغم هذه الجهود، يرفض معظم سكان شمال غزة الامتثال لهذه المحاولات، وبدلاً من النزوح إلى المناطق التي يحددها الاحتلال، يتحركون إلى مناطق أخرى داخل محافظة الشمال أو مدينة غزة.
وفي الوقت الذي يستمر فيه القصف الجوي والمدفعي على شمال غزة، يعمل جيش الاحتلال على قطع كل وسائل الإمداد عن المواطنين، مستهدفًا القطاع الصحي بمنع دخول الوقود والمستلزمات الطبية، في محاولة لدفعه إلى الإغلاق. يأتي هذا في إطار تنفيذ ما يُعرف بـ "خطة الجنرالات"، التي تهدف إلى إفراغ المناطق الشمالية من سكانها وتحويلها إلى منطقة عازلة.
في هذا السياق، ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تدعو سكان مناطق الشيخ رضوان وجباليا البلد إلى إخلاء منازلهم فورًا، مدعية أن المنطقة "عسكرية" وتشهد قتالًا خطيرًا. ورغم هذه الدعوات، لم يُظهر الفلسطينيون أي استجابة لتلك الأوامر، مؤكدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنهم باقون في أرضهم ويرفضون النزوح إلى الجنوب الذي يعتبرونه أيضًا غير آمن.
وفي الجنوب، تستمر مناطق حي الزيتون والصبرة والكلية الجامعية في تل الهوا بمدينة غزة بالتعرض لعمليات قصف وتفجير يومية. ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إحكام سيطرته على هذه المناطق باستخدام القوة النارية المفرطة والطائرات المسيرة، ما يفاقم من معاناة السكان في ظل استمرار العدوان.