قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، في تقريره الأسبوعي، أمس، إن إرهاب المستوطنين يتصاعد، وينذر بانفجار الأوضاع في الضفة، خلافاً لادعاءات الاحتلال بتراجع اعتداءات المستوطنين في ظروف الحرب.
وأضاف التقرير: "نحن على أبواب موسم قطف الزيتون، أيام قليلة تفصل المزارعين عن بدء الموسم، غير أنهم يجدون أنفسهم أمام عنف متصاعد للمنظمات الاستيطانية، التي تنطلق من المستوطنات والبؤر الاستيطانية وما تسمى المزارع الرعوية".
وأشار إلى أنه منذ مطلع تشرين الأول الجاري يتواصل "الإرهاب" وتتفاقم المخاطر التي تهدد الريف الفلسطيني في الضفة، "وهي مخاطر تتواصل في ظروف الحرب الوحشية، التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة كما الضفة ولبنان".
وبيّن أن اعتداءات المستوطنين تطال القرى والبلدات الفلسطينية في مختلف محافظات الضفة "وهي إرهاب في مسلسل يتواصل ويتصاعد منذ السابع من تشرين الأول العام الماضي، خلافاً لشرطة الاحتلال التي تدعي تراجعها في ظروف الحرب.
ولفت إلى تقرير جديد صادر عن "مجموعة الأزمات الدولية"، مطلع أيلول الماضي، يشير إلى أن "هجمات المستوطنين منذ السابع من تشرين الأول 2023 تصاعدت على نحو غير مسبوق، وأسفرت عن مقتل 21 فلسطينياً وإصابة 643 آخرين، فضلاً عن تدمير ما يقرب من 23 ألف شجرة يملكها فلسطينيون".
ونقل التقرير عن المحللة الرئيسة في المجموعة، ميراف زونسزين، تأكيدها أن "عنف المستوطنين بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث يقوم المستوطنون بمضايقة وإرهاب وقتل الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة بأعداد أكبر وبمعدلات ووتيرة أكبر. وهم يستمدون الجرأة من حكومة ملتزمة بتعميق السيطرة على الضفة وإحباط قيام دولة فلسطينية".
وقال: أظهرت البيانات التي قدمتها منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لمجموعة الأزمات الدولية، أن 1264 حادثة عنف ارتكبها مستوطنون وقعت في الفترة من 7 تشرين الأول إلى 12 آب الماضيين، وتتراوح هذه الهجمات بين المضايقات اللفظية والترهيب إلى الأعمال العنيفة مثل الاعتداءات الجسدية وتدمير الممتلكات وإشعال الحرائق التي تستهدف منازل الفلسطينيين وحقولهم ومركباتهم. وخلال هذه الفترة أسفرت الاعتداءات عن مقتل 21 فلسطينياً وإصابة 643 آخرين، وتدمير نحو 23 ألف شجرة يملكها فلسطينيون. أما الدافع الذي يقف وراء عنف وإرهاب المستوطنين فهو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأضاف: "لقادة المستوطنين رأي مختلف في هذا الإرهاب، الذي ترعاه دولة الاحتلال، فهم يخوضون معركة من أجل (الحق في العيش في يهودا والسامرة) في إشارة إلى الضفة. شلومو نئمان، رئيس "مجلس يشع"، الذي يعتبر حسب "مجموعة الأزمات الدولية" مظلة تمثل المستوطنين الذين يعيشون في الضفة، أوضح "أن ممارسات المستوطنين ليس عنفاً بل صراع على الأرض فهناك طرفان في حالة حرب، ويطلق البعض على ذلك عنف المستوطنين".
وخلص تقرير مجموعة الأزمات الدولية إلى أن "فرض العقوبات على المستوطنين العنيفين يشكل بداية مفيدة. ومع ذلك، فإن على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الذهاب إلى خطوة أبعد من ذلك، أي من خلال توسيع العقوبات الفردية على أعضاء الحكومة الذين يحرضون على مثل هذا العنف".