في ظل العدوان المستمر على غزة، اضطر العديد من المواطنين إلى امتهان التجارة كمصدر رزق، رغم المخاطر الكبيرة التي تفرضها الأوضاع المتقلبة. بين الربح السريع والخسائر الفادحة، تبدو التجارة في زمن الحرب مغامرة محفوفة بالتحديات.
منير عطية، أحد المواطنين، وجد نفسه مضطراً للدخول في مجال التجارة بعد أن قرر تشغيل مبلغ 5000 دولار يمتلكه. يقول عطية إنه بدأ بشراء السكر عندما كانت أسعاره منخفضة، واستطاع تحقيق ربح سريع بلغ 600 دولار عند ارتفاع الأسعار. ثم كرر نفس العملية مع القهوة، ليحقق ربحاً آخر. لكن مع دخول مواد التنظيف مثل الصابون والشامبو، التي كانت مفقودة لفترة طويلة، تغيّر كل شيء. يضيف عطية: "اشتريت كمية كبيرة من الصابون والشامبو، ولكن خلال أيام قليلة انخفضت الأسعار فجأة، وأصبحت الآن أخسر 30% من قيمة ما دفعته".
أما عمر نصر، تاجر آخر، فيصف التجارة في هذا الوقت بالخطيرة، خاصة في ما يتعلق بالمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية. ويؤكد نصر أن هناك العديد من التجار الذين تعرضوا لخسائر فادحة، بل إن البعض منهم أفلس نتيجة صفقات غير موفقة. يقول نصر: "التقلبات في الأسعار لا يمكن التنبؤ بها. في لحظة، قد تكون سلعة مفقودة وأسعارها مرتفعة، وفجأة تدخل بكميات كبيرة وتنخفض الأسعار بشكل حاد".
يشير نصر إلى أن فترة عدم استقرار المعابر وتقنين دخول السلع إلى غزة هي من أصعب الفترات التي تواجه التجار. "قد يغتر البعض بارتفاع الأسعار ويشترون السلع للتخزين، ثم تنخفض الأسعار فجأة ويتعرضون لخسائر فادحة"، يوضح نصر.
ومع استمرار الحرب، فتح الاحتلال منفذاً تجارياً محدوداً، يسمح بدخول السلع الغذائية بكميات قليلة، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق.
رغم المكاسب التي قد تحققها التجارة في زمن الحرب، تظل المخاطرة حاضرة في كل خطوة، حيث تتأرجح الأسعار بشكل غير متوقع، مما يفرض على التجار الصبر والاستعداد لتحمل الخسائر المحتملة.