وسط تشديد الحصار على جباليا

مجلس الوزراء الإسرائيلي يدرس خطة لتوزيع المساعدات الإنسانية في شمال غزة عبر شركة الأمن الأمريكية GDC

فلسطينيون ينتشلون جثامين الضحايا من تحت أنقاض منزل عائلة شناعة المدمر في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على مخيم المغازي للاجئين في قطاع غزة (إ.ب.أ)

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلًا عن مصادر مطلعة، أن شركة "جي دي سي" الأمنية الأميركية تجري اتصالات مع إدارة الرئيس جو بايدن بهدف المشاركة في توزيع المساعدات الإنسانية شمالي قطاع غزة، وقد قدمت خططًا لتنسيق هذه الجهود.

ن المتوقع أن يوافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على خطة لتوزيع المساعدات الإنسانية في شمال قطاع غزة، والتي ستشرف عليها شركة الأمن الأمريكية GDC. تهدف الخطة إلى إنشاء مناطق إنسانية خاصة في غزة لتأمين تقديم المساعدات للسكان.

وبحسب الخطة، سيُكلف جيش الدفاع الإسرائيلي بعملية "تطهير" هذه المناطق من أي وجود للإرهابيين خلال 48 ساعة، على أن يتم بناء جدار عازل حول تلك المناطق لضمان أمنها. وسيتم منع دخول أي شخص إلى هذه المجمعات الإنسانية باستثناء السكان المقيمين في الحي، والذين سيحصلون على تصاريح دخول استنادًا إلى نظام التحقق بالهوية البيومترية.

تأتي هذه الخطة في إطار الجهود الرامية إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وسط الأوضاع المتوترة في شمال غزة.

تشديد الحصار على جباليا

في سياق متصل، أفاد مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني بتعثر عمليات الإنقاذ في شمال غزة بسبب انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت لليوم الثاني على التوالي. ووفقًا للمكتب الإعلامي لحركة "حماس"، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي "حرب تطهير عرقية وإبادة جماعية" في منطقة بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة، حيث استهدف القصف الإسرائيلي أحياء سكنية مكتظة، مما أدى إلى وقوع مجزرة أودت بحياة 73 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والمفقودين.

كما أكد السكان والمسعفون أن القوات الإسرائيلية شددت حصارها على مخيم جباليا، وهو أكبر المخيمات في قطاع غزة، حيث أرسلت دباباتها إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا القريبتين، وأصدرت أوامر إخلاء للسكان المدنيين.

نفي إسرائيلي لإخلاء المدنيين

من جانبهم، قال مسؤولون إسرائيليون إن أوامر الإخلاء تهدف إلى فصل مقاتلي "حماس" عن المدنيين، مؤكدين عدم وجود خطة ممنهجة لإخراج المدنيين من جباليا أو غيرها من المناطق الشمالية. ومع ذلك، قال سكان في جباليا إن القوات الإسرائيلية تحاصر عدة ملاجئ تؤوي عائلات نازحة وتقتحمها، حيث تم اعتقال العشرات من الرجال. وقد أظهر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الفلسطينيين يجلسون بجوار دبابة إسرائيلية، بينما يقوم الجنود باقتياد آخرين إلى مكان تجمع. ولم تتمكن وكالة رويترز من التحقق من صحة هذا المقطع.

معاناة القطاع الطبي

في الوقت نفسه، ذكر مسؤولون وسكان في قطاع غزة أن القوات الإسرائيلية تستهدف المنازل وتحاصر المستشفيات وتمنع دخول الإمدادات الطبية والغذائية، في محاولة لإجبار السكان على مغادرة المخيم. وفي أحد المستشفيات بشمال القطاع، رفض مسؤولو الصحة تنفيذ أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء المستشفى، مؤكدين أن هناك عددًا كبيرًا من المرضى في حالة حرجة ولا يمكن نقلهم أو تركهم دون رعاية.

من جهته، صرح حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان بشمال غزة، بأن المستشفيات في المنطقة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والقوى العاملة، وأنها غير قادرة على التعامل مع الأعداد الكبيرة من القتلى والمصابين. وأضاف أن الفرق الطبية تركز جهودها على معالجة الحالات الحرجة، مشيرًا إلى أن العديد من الجرحى قد توفوا بسبب عدم القدرة على تقديم الإسعافات اللازمة في الوقت المناسب.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - فلسطين