حصار غزة يعمّق الأزمة الإنسانية شمال القطاع وسط ارتفاع قياسي للأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية

حصار غزة يعمّق الأزمة الإنسانية شمال القطاع وسط ارتفاع قياسي للأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية

مع دخول العام الـ18 على الحصار الإسرائيلي المشدد واستمرار العدوان، تشهد أسعار السلع الأساسية في قطاع غزة قفزات قياسية، حيث وصلت مستويات غير مسبوقة مقارنة بفترة ما قبل الحرب، ما أدى إلى تزايد الأعباء على السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، حيث يعيش غالبيتهم تحت خط الفقر وفق تقديرات البنك الدولي.

يترافق هذا الارتفاع في الأسعار مع إغلاق إسرائيل للمعابر ومنعها تدفق المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى القطاع، مما خلق أزمة معيشية متفاقمة. وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثي وغير مقبول"، مرجعاً الأزمة إلى القيود الإسرائيلية المفروضة على المساعدات الإنسانية وتزايد أعداد النازحين.

في ظل هذا الوضع، ارتفع سعر كيلو البطاطا شمال قطاع غزة إلى حوالي 40 دولارًا، بينما وصل سعر الثوم إلى 185 دولارًا للكيلوغرام، مسجلاً مستويات قياسية عالمية. أما البيض، وهو من السلع الأساسية، فقد بلغ سعر طبق البيض 95 دولارًا شمال القطاع، مقارنة بسعره السابق الذي كان 4 دولارات فقط.

كما أثر الحصار بشدة على توفر المواد الغذائية الأساسية الأخرى، حيث وصل سعر السكر إلى 29 دولارًا للكيلوغرام، وزيت الطهي إلى 20 دولارًا للتر الواحد، بينما سجل الطحين زيادة كبيرة في أسعاره، إذ بلغ 18.5 دولارًا للكيس الواحد بوزن 25 كيلوغرامًا في الجنوب، ما يزيد من عبء المعيشة اليومية على السكان.

هذا الوضع الاقتصادي المأساوي دفع العديد من الأسر إلى اللجوء إلى تدابير غير صحية، حيث استخدم بعض المواطنين الدقيق الفاسد كبديل بعد نفاد السلع الأساسية من الأسواق. كما قفزت أسعار الوقود إلى مستويات غير مسبوقة، حيث وصل سعر لتر البنزين إلى 40 دولارًا في الجنوب، في حين لم يعد غاز الطهي متاحاً، ما اضطر الأهالي إلى استخدام الحطب لطهي الطعام.

ويشير الخبير الاقتصادي الفلسطيني، محمد أبو جياب، إلى أن الأزمة الحالية نتاج مباشر للحصار والسيطرة الإسرائيلية على معابر القطاع ومنعها دخول السلع الضرورية. ولفت أبو جياب إلى أن القيود الإسرائيلية أدت إلى تضخم كبير في الأسعار وصل إلى 283% وفق الجهاز المركزي للإحصاء، ما زاد من ضغوط الحياة اليومية في ظل انتشار البطالة وتدهور السيولة النقدية.

ونبهت منظمات إنسانية إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لفتح المعابر وإدخال المساعدات الضرورية لتجنب كارثة إنسانية محتملة. وحذرت من تداعيات انعدام الغذاء والماء والدواء والوقود، لا سيما في محافظتي غزة والشمال، حيث بلغ الوضع حداً بالغ الخطورة بعد وفاة العديد من الأطفال وكبار السن نتيجة نقص الإمدادات الأساسية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة