يعيش أهالي جباليا شمال قطاع غزة أوضاعاً مأساوية ، حيث يتعرض المواطنون لعمليات عسكرية مكثفة من قبل قوات الاحتلال التي تتفنن في نصب الكمائن، مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء وآلاف المصابين خلال فترة الحصار المستمر منذ 25 يوماً على البلدة ومخيمها.
تقوم قوات الاحتلال باستخدام تكتيكات معقدة لإيقاع المواطنين في شباكها، حيث تعتمد على نشر قناصة في مواقع مخفية، واستخدام طائرات مسيّرة صغيرة الحجم تخفيها بين المباني وخزانات المياه، إلى جانب عودة مفاجئة للدبابات بعد تنفيذ انسحابات وهمية. هذه الاستراتيجيات جعلت من جباليا وأحيائها مسرحاً للقتل المتعمد واصطياد المواطنين.
روايات الناجين من الكمائن القاتلة
يروي علاء موسى، أحد الناجين من مجزرة وقعت في حي النزلة غرب جباليا، تفاصيل اللحظات العصيبة التي مر بها. يقول موسى إن إعلان انسحاب جزئي لقوات الاحتلال دفع مئات المواطنين للعودة إلى منازلهم لجمع ما يحتاجونه، ولكن بعد نصف ساعة فقط، عادت الدبابات الإسرائيلية بسرعة إلى المنطقة وفتحت نيرانها بكثافة على المواطنين في الشارع الرئيسي المؤدي إلى منطقة الصفطاوي. ونجا موسى بصعوبة بعدما اختبأ في حفرة عميقة خلفتها قوات الاحتلال خلال انسحابها، مشيراً إلى أن ما شاهده من قتل وإصابات كان مفجعاً.
وفي حادثة مشابهة، يروي المواطن إبراهيم جميل ما جرى حين تجمّع العديد من المواطنين غرب جباليا بانتظار شاحنات المساعدات الإنسانية. وبمجرد وصولهم إلى نهاية شارع البحر، ظهرت ثلاث دبابات إسرائيلية وبدأت بإطلاق النار على المواطنين دون سابق إنذار، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. ويضيف جميل، الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، أن تلك الحادثة خلفت عشرات الضحايا بين قتيل ومصاب، بالإضافة إلى اعتقال المئات من قبل قوات الاحتلال التي حاصرت المنطقة واعتقلت العديد من المواطنين واقتادت بعضهم إلى جهات مجهولة.
أحداث تتجدد والمعاناة مستمرة
في مشهد آخر، أصيب المواطن محمود نبهان بجروح خطيرة أثناء محاولته العودة إلى منزله في منطقة السوق بجباليا بعد سماعه أنباء عن انسحاب قوات الاحتلال. مثل هذه الحوادث المتكررة تزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان الذين باتوا يخشون الخروج من منازلهم أو العودة إليها، في ظل حصار خانق وخطر دائم يتهدد حياتهم في كل لحظة.
يعيش المواطنون في جباليا معاناة يومية بين ترقب الهجمات والتخوف من سقوط ضحايا جدد، حيث تشهد البلدة ومخيمها أوضاعاً صعبة مع استمرار عمليات الاحتلال وازديادها تعقيداً.
صحيفة الايام - عيسى سعد الله