دعم إماراتي مستمر لغزة بعد عام من الحرب: إنعاش مرافق المياه والصحة وجهود الإغاثة

uaeaidshipment.jpeg

بعد مرور أكثر من عام على الحرب القاسية على غزة وما خلفته من دمار واسع في البنية التحتية والمرافق الصحية، تستمر دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم الدعم الإغاثي والإنساني لمساندة سكان القطاع عبر مبادراتها الإنسانية الشاملة، وتدعم المطالب الدولية والعربية والإقليمية لإنهاء الحرب الفوري وعودة النازحين، كما وتعمل على تأمين احتياجات السكان الأساسية من مياه وغذاء وعلاج.

ومن أبرز الجهود الإماراتية في غزة، عملية “طيور الخير” التي أسهمت في إسقاط مساعدات غذائية من الجو، لتصل إلى المناطق التي يتعذر الوصول إليها، حيث بلغ حجم المساعدات التي تم إسقاطها من سماء غزة حتى اليوم 3623 طنًا. وعلى صعيد آخر، نجحت عملية “الفارس الشهم 3” في إيصال 104 قوافل إغاثية تحمل أكثر من 20,000 طن من المساعدات الإنسانية العاجلة و4 سفن تحمل أكثر من 18,000 طن من المساعدات، شملت الأدوية والمواد الغذائية والخيام، بالإضافة لتنفيذ 259 رحلة جوية حملت 5,340 طناً من المساعدات.

 

تأمين المياه

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، بذلت الإمارات جهودًا لترميم شبكات المياه وإعادة تشغيل الآبار والخزانات والتصدي لتلوث المياه وتوفير بيئة صحية، حيث تعاني البنية التحتية من نقص حاد، ولا تتجاوز حصة الفرد اليومية من المياه لترًا واحدًا، مقارنةً بالمعدل العالمي، فقامت بإبرام اتفاقيات مع بلدية غزة وبلدية خانيونس لإصلاح خطوط المياه وإعادة تشغيل الآبار المتضررة وتأمين مياه شرب نظيفة للأهالي والنازحين حيث تضخ الإمارات يوميًا أكثر من مليون جالون من المياه للقطاع. 

وفي خانيونس، شملت المبادرات الإماراتية إصلاح شبكات المياه المتضررة وصيانة الآبار بعد أن تضرر 70% من الشبكات، مما أسهم في توفير المياه لأكثر من 900,000 شخص.

كما تدير الإمارات 6 محطات لتحلية المياه في مدينة رفح المصرية، بطاقة مليون و200 ألف جالون يوميًا، يستفيد منها نحو 600,000 شخص في غزة، مما يساهم في تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان والنازحين.

 

الرعاية الصحية

استجابةً للتحديات الكبيرة التي تواجه قطاع الصحة في غزة، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مبادرة لعلاج 1000 طفل و1000 مصاب بالسرطان من القطاع. حيث يُنقل المرضى إلى مستشفيات الإمارات ويُستضافون في “مدينة الإمارات الإنسانية” مع مرافقيهم، لتلقي الرعاية الطبية التي تفتقر إليها المنطقة بسبب نقص الدواء والمرافق الطبية الأساسية. ففي سبتمبر 2024، نُقل 350 مريضاً من الأطفال ومرضى السرطان من غزة إلى مدينة الإمارات الإنسانية. وقد وصل العدد الإجمالي للمستفيدين من هذه المبادرة إلى 1917 شخصاً.

وعلى مستوى الرعاية الصحية، وضمن عملية “الفارس الشهم 3”، أعلنت الإمارات في أبريل 2024 عن إعادة تأهيل مجمع ناصر الطبي في خانيونس. ويهدف هذا المشروع إلى توفير الخدمات الطبية لأهالي جنوب غزة البالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون، من خلال استعادة كفاءة المستشفى وتوفير التجهيزات اللازمة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة.

 

وبهدف توفير الرعاية العلاجية والدعم الطبي اللازم إلى الفلسطينيين من المرضى والجرحى الذين كان يتم إجلاؤهم إلى مصر من قطاع غزة عبر معبر رفح، أنشأت الإمارات مستشفى عائماً في ميناء العريش بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي ومجموعة موانئ أبوظبي. تبلغ سعة المستشفى 100 سرير ويضم غرف عمليات، وعناية مركزة، ومختبرات وصيدلية، وطاقم طبي متخصص يشمل أقسام الجراحة والتخدير والطوارئ. 

 

وفي ديسمبر 2023، افتتحت الإمارات مستشفى ميدانياً في رفح بسعة 200 سرير، مزود بغرف عمليات للعناية المركزة، وعيادات تخصصية تشمل طب الأطفال والنساء والجراحة. وشكّل المستشفى إضافة حيوية لتقديم الخدمات الطبية المستعجلة للجرحى والمرضى.

وتوّجت الإمارات جهودها في دعم أهالي غزة في المجال الطبي ورعاية الأطفال، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حيث خصصت 5 ملايين دولار لدعم حملة دولية تهدف لتطعيم مئات الآلاف من أطفال غزة ضد شلل الأطفال. وحققت المرحلة الأولى من الحملة نجاحاً بوصول اللقاح إلى أكثر من 560 ألف طفل في القطاع. وجاءت مشاركة الإمارات في هذه الحملة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، ووكالة الأونروا.

 

وتأتي هذه المبادرات ضمن رؤية إنسانية إماراتية لدعم سكان القطاع وتخفيف معاناتهم، ودعم بقائهم في أرضهم إلى أن تضع الحرب أوزارها وتعود الحياة في غزة إلى طبيعتها.