26 فناناً يستعينون بـ"فَنّ المُلصق" للتعبير عن جرائم الإبادة في غزة

فَنّ المُلصق

ستة وعشرون ملصقاً، لستةٍ وعشرين فنّاناً وفنانة من فلسطين والعالم، تآلفوا مُشكليّن على جدران قاعة مركز خليل السكاكيني الثقافي بمدينة رام الله معرض "ملصقات من أجل غزة"، وافتتح مساء أمس.

والمعرض الذي ينظمه غاليري زاوية، وهو النسخة الأولى عربياً، بعد تنظيمه سابقاً في كل من دبي وواشنطن، "يسلط الضوء على المجازر البشعة التي تتعرّض لها غزة، وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية".

وعبّر الفنانون الستة والعشرون المشاركون في ملصقاتهم عن رؤاهم لما يجري في القطاع حالياً، بتصميم يحاكي الملصق الفلسطيني الذي لطالما شكّل وسيلة نضالية رافقت مفاصل تاريخية مهمة في صراع الشعب الفلسطيني من أجل الحريّة والتحرّر من الاحتلال الإسرائيلي، وإن بأنماط مختلفة، وتقنيات بعضها يحاكي العصر، لكن دون التخلي عن روح البساطة التي هي متكأ "البوستر"، فحضر التصميم الرقمي في بعضها، فيما كان بعضها الآخر يلامس اللوحة في تكوينه وتقنياته المتعددة، في حين نحت ملصقات أخرى باتجاه الصور الفوتوغرافية محوراً، سواء أكانت أرشيفية أو حديثة، أو الكولاج، أو غيرها من تقنيات.

ويشكل المعرض استعادة للدور المحوري الذي لعبه الملصق في التعبير عن عدالة القضية الفلسطينية، ونضالات أصحاب الأرض الأصليين، ونقلها إلى العالم عبر إبداعات في هذا الجانب أنجزها فنانون فلسطينيون متميّزون وآخرون عرب وعالميون، الكثير منها لا تزال خالدة في الذاكرة السياسية، أو الذاكرة الفنيّة البصرية المحلية والعالمية، منذ عقود.

عبد الرحمن زبون، المساعد الفني في "غاليري زاوية"، أشار في حديث لـ"الأيام" إلى أن لحرب الإبادة المتواصلة على غزة تأثيرات انعكست على التفكير في طريقة تكوين المعارض الفنيّة في فلسطين، ولدى الغاليري، بحيث يخرج ما يُعبّر عن حالة العدوان الوحشية في القطاع، فتم الاتجاه إلى الملصق (البوستر) باعتباره تكويناً بصريّاً أقرب إلى نبض الشارع الفلسطيني، ولكون الملصق ارتبط بحالة نضالية ثورية في التاريخ الفلسطيني الحديث، فجاء معرض "ملصقات من أجل غزة" كمحاكاة بصرية لحرب الإبادة المتواصلة من جهة، واستعادة الملصق الثوري الفلسطيني في التعبير عن القضايا المصيرية التي نعيشها منذ العام 1948، خاصة في حرب الإبادة التي تقترب من إتمام شهرها الثالث عشر.

وشدد زبون على الدور المحوري للملصق في مفاصل نضالية من تاريخنا الحديث كما في انتفاضة الحجارة العام 1987، على سبيل المثال، وفي تاريخ الثورة الفلسطينية خاصة في بيروت، وهو ما نفذه ستة وعشرون فناناً كل بطريقته ورؤيته للتعبير عن حالة العدوان الوحشي التي يمارسها الاحتلال في فلسطين الآن، خاصة في قطاع غزة، لافتاً إلى أن ريع بيع نسخ من هذه الملصقات سيذهب لصالح علاج أطفال قطاع غزة المصابين جرّاء العدوان الإسرائيلي المتواصل، عبر الهلال الأحمر الفلسطيني.

الفنانة مرح فرحات، قيّمة المعرض، ومنسقة المعارض في مركز خليل السكاكيني الثقافي أشارت في حديث لـ"الأيام" إلى أن هذه الملصقات لفنانين أربعة منهم من قطاع غزة، وتوظيفها في إطار معرض يعكس دوره كأداة تعبيرية بسيطة الرموز وطريقة لإيصال الصورة والكلمة، يمثل إعادة تجسيد لدور الملصق السياسي نضاليّاً وجماهيرياً، لافتة إلى أنه وخلال شهر هي مدة المعرض، من المقرر تنظيم ورشة لصناعة الملصقات للفنانين اليافعين والشباب بإدارة الفنان بشار خلف أحد القائمين على "أستوديو يتبع"، وجولة حول أرشيف الملصقات في المتحف الفلسطيني بإدارة الفنان عامر شوملي، مدير عام المتحف.

أمّا سارة نبعة منسقة المشاريع في مركز خليل السكاكيني الثقافي، فأكدت في كلمة لها، أن من بين أهداف المعرض، علاوة على محاكاة حرب الإبادة على غزة، التساؤل حول دور الملصق كمنتج فني في التعبير عن الواقع الفلسطيني المعاش هذه الأيام، وانتقاله من المساحات العامة التي لعب فيها دوراً مهماً في التعبئة إلى حائط في غرفة مغلقة، دون أن يفقد، في هذا التحول، قوته السياسية، أو أن يتحوّل إلى سلعة قابلة للاستهلاك، وذلك بهدف أن يشتبك الملصق السياسي بدور اجتماعي وآخر إنتاجي للفنانين، بما يعزّز دوره اليوم، ومن خلال الممارسة الفنيّة المُعاصرة، وكنوع من "تكريم الملصق" كأداة حشد ودعاية استخدمها الفنانون بنشاط في حركات المقاومة، ومنها الفلسطينية، في مواجهة الاحتلال وممارساته، وفي مواجهة العولمة والرأسمالية التجارية.

ويشارك في المعرض الفنانون: أسد عزي، بشار الحروب، بشار خلف، بشير مخول، تيسير بركات، جعفر دجاني، حنين نزال، حازم حرب، حسّان مناصرة، حسني رضوان، خالد الهبر، ديالا مشتهى، رنا سمارة، رضا اليساري، ساهر نصار، سليمان منصور، عصام الحاج إبراهيم، وعود أبو النصر، فؤاد اليماني، فيرا تماري، مهدي براغيثي، مجدولين نصر الله، محمد جحا، نبيل عناني، وديع خالد، ويزن أبو سلامة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - فلسطين