أكدت النتائج صحة التوقعات التي أشارت إلى أن انتخابات الرئاسة الأميركية هذا العام ستُحسم عبر الولايات المتأرجحة. وبينما كانت استطلاعات الرأي حذرة في توقع الفائز بين دونالد ترامب وكمالا هاريس، اعتبر العديد من الخبراء أن هذه المؤشرات تصبّ في مصلحة ترامب، وسط صعوبة هاريس في تحقيق تقدم ثابت يكسر هامش الخطأ في استطلاعات الرأي.
ومع إعلان النتائج الأولية، حسم ترامب ولايتي نورث كارولاينا وجورجيا في وقت مبكر، ما عزز احتمالية فوزه مجدداً مثلما حدث في عام 2016، عندما انتزع أغلبية الولايات المتأرجحة. وبدت هذه النتائج كدليل على أن الديمقراطيين قد قللوا من قوة ترامب الانتخابية، خصوصاً في ولايات "الجدار الأزرق" حيث استفاد من تفوقه بين الناخبين الذكور، في مقابل تقدم هاريس بين النساء.
انقسام جندري واضح في نتائج التصويت
تفوق ترامب على هاريس في نسبة التصويت بين الرجال بنسبة 55% مقابل 41%، وكان ذلك كافياً لحسم الفارق لصالحه في ظل تقارب النتائج بين الطرفين. وقد أظهر هذا الانقسام صعوبة تخيل جزء كبير من الناخبين لرؤية امرأة في البيت الأبيض، مما انعكس سلباً على فرص هاريس في كسب شريحة مهمة من الناخبين، خاصة بين الشباب الذكور الذين كان لهم دور بارز في توسيع الفجوة بين الجنسين لصالح ترامب.
ترامب يتجاوز الصعوبات ويستقطب الناخبين الغاضبين
رغم انتهاء ولايته الأولى بمعدل شعبية منخفض، وخروجه من السلطة بعد أحداث اقتحام الكابيتول، حافظ ترامب على دعم شريحة واسعة من الناخبين، خاصة أولئك الذين شعروا بخيبة أمل تجاه إدارة بايدن وهاريس. ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، عبر 74% من الناخبين عن اعتقادهم بأن البلاد تسير في اتجاه خاطئ، وهو مؤشر سلبي تقليدي يؤدي عادة إلى خسارة الحزب الحاكم.
الاقتصاد والهجرة في صدارة القضايا الانتخابية
تمكن ترامب من كسب ثقة الناخبين في مسألة الاقتصاد، حيث أبدى 75% من الناخبين قلقهم إزاء الوضع الاقتصادي الراهن. واستغل ترامب قضايا التضخم وارتفاع الأسعار لكسب تأييد الولايات المتضررة، كما استهدف هاريس بسبب مواقفها المتذبذبة حول قضايا الطاقة. إلى جانب الاقتصاد، شكلت قضية الهجرة محوراً أساسياً في خطابه، حيث ركز على تهديدات الهجرة غير الشرعية وأثرها على المجتمعات المحلية، ما زاد من حشد الدعم له في ولايات رئيسية.
الولاء الصارم لقاعدة ترامب
رغم التحديات التي واجهها، أظهر ترامب قدرة على الحفاظ على ولاء قاعدته الانتخابية، حتى مع توالي الأزمات والانتقادات. وتمكن من تكوين تحالف انتخابي متنوع بين الفئات العرقية، خاصة بين الناخبين اللاتينيين والسود، ما ساهم في تحقيقه نتائج متقدمة في ولايات مهمة كجورجيا ونورث كارولاينا، والتي أخفقت هاريس في كسبها.
بهذا الفوز، أظهر ترامب أن بإمكانه العودة إلى البيت الأبيض رغم التحديات التي واجهها، متقدماً على منافسته الديمقراطية في جولة انتخابية حاسمة ميزها التنافس الشديد والتحالفات المتغيرة بين الكتل الانتخابية.