الاحتلال يقترب من تفريغ غالبية المربعات السكنية في جباليا

من آثار الدمار في غزة.webp

لم يدّخر جيش الاحتلال، خلال خمسة أسابيع كاملة من عمليته العسكرية العميقة والواسعة في منطقة جباليا، شمال قطاع غزة، أي نوع من السلاح أو القوة العسكرية المفرطة الا واستخدمها ضدها بهدف تفريغ وتهجير سكانها إلى جنوب القطاع.

وبالفعل وبعد أكثر من 35 يوماً من العملية نجح جيش الاحتلال في تفريغ معظم "البلوكات" السكنية في مخيم جباليا، الذي يعتبر أكبر الكتل السكنية في المنطقة من سكانه، خاصة "بلوكات 1، 2، 3 ،4 ،5 و6" فيما تبقت أعداد من الأسر لا تزال تتواجد في "بلوكات 7، 8 ، و9".

كما أجبرت القوة الهائلة وكثافة القصف والنيران التي لا تتوقف سكان، قسماً كبيراً من مشروعي بيت لاهيا وتل الزعتر وبلدة جباليا النزلة ومنطقة حي النهضة والسلاطين والعطاطرة على النزوح.

وأفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال لم يوفر أي طريقة عسكرية مميتة إلا واستخدمها في الآونة الأخيرة، وفي مقدمتها نشر البراميل المتفجرة بين المنازل المأهولة ثم تفجيرها محدثاً دماراً هائلاً على مساحات واسعة، إضافة إلى إلحاق خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين.

ولم تكتفِ قوات الاحتلال بهذا الأسلوب القاتل، بل لجأت في كثير من الحالات الى استخدام المواطنين دروعاً بشرية يتقدمون جنودها لتهديد المواطنين الباقين في منازلهم ودفعهم إلى مغادرتها.

وقال أحد شهود العيان إن قوات الاحتلال تستخدم مواطنين دروعاً بشرية بعد أن تتحفظ وتحتجز بطاقاتهم الشخصية وأفراداً من أسرهم، حيث ترسلهم الى المناطق المأهولة من أجل الطلب من السكان مغادرتها.

وأوضح الشاهد الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الجنود يستخدمون هذا الأسلوب على نطاق واسع في "البلوكات" التي لا يزال المواطنون يسكنونها خاصة "7 و8".

وأشار الشاهد إلى أن هؤلاء المواطنين يتعرضون للتعذيب والإهانة، وتستخدمهم قوات الاحتلال دروعاً بشرية لأيام طويلة.

ولا يزال جيش الاحتلال يعمل على استكمال فصل محافظة شمال قطاع غزة جغرافياً عن محافظة مدينة غزة عبر السيطرة العسكرية والبنيوية على الطريق الممتد من دوار السودانية غرباً وحتى منطقة أبو صفية بالقرب من الحدود شرقاً، مروراً بوسط بلدة جباليا النزلة.

ولأجل تنفيذ هذا المحور الجديد دمرت قوات الاحتلال على آلاف الوحدات السكنية والمنشآت في هذه المنطقة، التي يبلغ طولها نحو سبعة كيلو مترات، وتخترق أكثر المناطق ازدحاماً وكثافة بالمنازل في العالم وليس في قطاع غزة فقط.

وتسمع يومياً وعلى مدار الساعة ومنذ اليوم الأول للعملية العسكرية عمليات نسف للمباني والمنشآت في المنطقة، وبعمق مئات الأمتار من الجانبين الشمالي والجنوبي.

وتحدث شهود عيان عن الخراب والدمار الهائل الذي ألحقته قوات الاحتلال في جميع أنحاء المخيم والنصف الشمالي من جباليا النزلة ومناطق واسعة في عمق حيي تل الزعتر ومشروع بيت لاهيا، وفي حيي أبو علي مصطفى وبئر النعجة غرب جباليا.

وأكد هؤلاء أن تلك المناطق لن تعود صالحة للسكن او المرور بها في حال انسحب جيش الاحتلال منها.

ولا تزال قوات الاحتلال تعمل على توسيع عملياتها العسكرية في محافظة شمال غزة لتمتد داخل بلدة بيت لاهيا، كما افاد شهود عيان من أحياء المنشية والشيماء ومنطقة الدوار الغربي والشارع العام.

وأوضح هؤلاء أن قوات الاحتلال بدأت بتكثيف غاراتها الجوية على هذه المناطق، مع الدفع بأعداد كبيرة من الطائرات المسيّرة صغيرة الحجم لترويع المواطنين وفرض ما يشبه منع تجول عليهم.

وينفذ جيش الاحتلال ما يسمى "خطة الجنرالات"، التي تهدف الى تفريغ سكان محافظة شمال غزة، وإجبارهم على النزوح للمحافظات الجنوبية من أجل إحياء المشروع الاستيطاني فيها.
عيسى سعد الله صحيفة الايام

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة