تشير التطورات الميدانية إلى اقتراب جيش الاحتلال من بدء تنفيذ "خطة الجنرالات" في مدينة غزة، بعد تطبيقها بالكامل في شمال القطاع. تصاعد القصف في المناطق الشمالية لمدينة غزة، إلى جانب التحركات المكثفة للطائرات المسيّرة من نوع "كواد كابتر" في أحياء التفاح، الشيخ رضوان، ومخيم الشاطئ، يوحي بأن الاحتلال يستعد لتنفيذ المرحلة التالية من خطته العسكرية بهدف السيطرة الكاملة على شمال القطاع وتهجير سكانه.
عمليات تهجير جديدة تلوح في الأفق
تلقى سكان في أحياء متفرقة من مدينة غزة اتصالات هاتفية من جيش الاحتلال تطالبهم بمغادرة منازلهم والتوجه جنوبًا. تأتي هذه الاتصالات في ظل عمليات عسكرية عنيفة أدت إلى تهجير 97% من سكان شمال القطاع، حيث نزح أكثر من مليون شخص إلى جنوب ووسط غزة على مدار 13 شهرًا.
إذا انتقل الاحتلال لتنفيذ الخطة في مدينة غزة، فإن ذلك يعني تهجير نحو 400 ألف مواطن ما زالوا يعيشون فيها، بعد أن استقبلت المدينة حوالي 180 ألف نازح من شمال القطاع.
خطة الجنرالات: تهجير وتدمير شامل
منذ بدء عدوانه في 7 تشرين الأول من العام الماضي، ركز جيش الاحتلال على تهجير سكان شمال القطاع ومدينة غزة، البالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون شخص. تمكن الاحتلال خلال خمسين يومًا من تطبيق الخطة في شمال غزة، مما أدى إلى نزوح الغالبية العظمى من السكان، بينما بقيت جيوب صغيرة ومعزولة في أقصى بيت لاهيا وبيت حانون.
شهود عيان أكدوا أن الاحتلال يقترب من إنهاء ترحيل سكان مشروع بيت لاهيا بالكامل، بعد تهجير سكان جباليا، معظم بيت حانون، والمنطقة الغربية من بيت لاهيا. المجازر التي نفذها الاحتلال ضد المدنيين، إلى جانب القصف العنيف وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، أجبرت آلاف الأسر على النزوح هربًا من الموت.
كارثة إنسانية تتفاقم
الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 2000 شخص، وإصابة واعتقال الآلاف، فضلاً عن تدمير شبه كامل للقطاع الطبي في شمال غزة. المستشفيات الثلاثة الرئيسية في المنطقة أصبحت خارج الخدمة، وسط حصار مطبق يمنع إدخال أي إمدادات طبية أو غذائية.
نفي الاحتلال وواقع التنفيذ
رغم النفي الرسمي الإسرائيلي المتكرر لتنفيذ "خطة الجنرالات"، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد العكس. تطبيق الخطة في مدينة غزة سيؤدي إلى كارثة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، حيث سيجبر الاحتلال جميع سكان المدينة، البالغ عددهم 400 ألف، على النزوح، مع ارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين.
"خطة الجنرالات"، التي وُضعت بقيادة الجنرال غيورا إيلاند، المستشار الأمني والعسكري السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي شمال القطاع بالكامل، مما ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة.