استقرار نسبي في سعر صرف الشيكل أمام الدولار وسط تأثيرات الجغرافيا السياسية

الشيكل الاسرائيلي.jpg

تشهد أسعار صرف الشيكل الإسرائيلي مقابل الدولار الأمريكي استقراراً نسبياً منذ السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، عقب الإعلان عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مع توقعات بتأثيرات إيجابية حال التوصل لاتفاقيات سياسية توقف النزاعات الإقليمية.

الباحث الاقتصادي مؤيد عفانة أوضح في حديث لـ"نشرة وطن الاقتصادية" أن الشيكل الإسرائيلي شهد استقراراً نسبياً خلال الأسبوعين الماضيين، رغم تسجيله أطول سلسلة خسائر منذ 39 عاماً في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ويُعزى ذلك إلى تأثيرات الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، التي أدت إلى تراجع كبير في قيمته.

ومع ذلك، حذر تحليل لوكالة بلومبيرغ من احتمال استمرار التراجعات في قيمة الشيكل بسبب غياب حلول سياسية للحرب.

يشير عفانة إلى أن التفاؤل بشأن قرب التوصل لاتفاق سياسي لإنهاء الحرب الإسرائيلية في لبنان قد يعزز من قوة الشيكل أمام الدولار وسلة العملات الرئيسية. وأضاف أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان يمكن أن ينعكس إيجابياً على مكانة الشيكل ويعيد بعض الاستقرار إلى الأسواق المالية الإسرائيلية.

رغم الظروف الجيوسياسية، استطاع بنك إسرائيل المركزي الحفاظ على استقرار الشيكل، حيث أبقى على أسعار الفائدة عند مستوى 4.75% في جلسته الأخيرة بأكتوبر، وهو ما ساهم في الحد من تقلبات قيمة العملة خلال فترة العدوان على غزة ولبنان.

فيما يتعلق بانعكاسات تقوية الشيكل على الاقتصاد المحلي، أوضح عفانة أن انخفاض سعر صرف الدولار أمام الشيكل سيعود بالنفع على الموظفين المقترضين بالدولار. لكنه أشار إلى أن معظم السلع الأساسية في فلسطين مستوردة، مثل الأرز والزيت والسكر والغاز، مما يجعل ارتفاع قيمة الشيكل لا يترجم بالضرورة إلى انخفاض في الأسعار محلياً، بل قد يسبب ضغوطاً على المستهلكين نتيجة ارتفاع تكاليف الاستيراد.

مع استمرار التحديات السياسية والجيوسياسية في المنطقة، يبقى مصير الشيكل مرتبطاً بالحلول السياسية للنزاعات، والتي قد تحمل فرصاً لتعزيز الاستقرار الاقتصادي في إسرائيل والمنطقة ككل.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله