أجبر مئات المواطنين الفلسطينيين فجر اليوم على النزوح القسري من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بعد أن أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر جديدة بإخلاء المنطقة وهدد باستهدافها بالقصف، وفقًا للمصادر المحلية.
ووفقاً لمتابعات مراسل وكالة قدس نت لانباء في الميدان فقد تم رصد نزوح عشرات العائلات سيرًا على الأقدام، تاركة منازلها أو ما تبقى منها، متجهة نحو مناطق جنوب ووسط غزة. حمل النازحون بعض الأمتعة والأغطية على ظهورهم، في ظل انعدام وسائل النقل نتيجة ندرة الوقود واستهداف الاحتلال لآلاف المركبات المدنية خلال اجتياحاته البرية.ويعيش سكان قطاع غزة معاناة النزوح منذ بدء العدوان الإسرائيلي، حيث تعتمد استراتيجيات الاحتلال على إصدار أوامر إخلاء جماعية للمناطق السكنية قبل قصفها أو التوغل فيها، ما يضاعف الأوضاع الإنسانية سوءًا.
أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن الجيش أصدر "إنذارًا عاجلًا" لسكان مناطق محددة في الشجاعية، مشيرًا إلى أن المنطقة تُعتبر "منطقة قتال خطيرة".
وحدد أدرعي المناطق المستهدفة بأرقام البلوكات (731، 732، 733، 634)، زاعمًا أن "المنظمات الفلسطينية" تطلق قذائف صاروخية من تلك المواقع. كما نشر خريطة للمناطق المستهدفة وأشار إلى أن التحذيرات قد أُرسلت عدة مرات سابقًا.
توابع التحذيرات
تسبق هذه التحذيرات عادةً عمليات عسكرية عنيفة، تشمل قصفًا مكثفًا وتوغلات برية تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير واسع للبنية التحتية. ويتوقع السكان أن تتبع أوامر الإخلاء موجة جديدة من الهجمات الإسرائيلية التي تزيد من معاناة المدنيين وتشردهم.
أزمة إنسانية متفاقمة
في ظل العدوان المستمر، يواجه السكان في غزة نقصًا حادًا في الوقود والمواد الأساسية، ما يزيد من صعوبة النزوح والتنقل. ومع تصاعد الأعمال العسكرية، تتفاقم أزمة النازحين الذين يعانون ظروفًا إنسانية قاسية في ظل غياب مأوى آمن أو دعم كافٍ.
يبقى النزوح القسري عنوانًا مأساويًا لمعاناة سكان غزة المستمرة، حيث تتعرض الأحياء السكنية للقصف والتدمير وسط غياب أي أفق للحل السياسي.