تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد هجماتها ضد المنشآت والطواقم الطبية في قطاع غزة، حيث استهدفت مستشفى كمال عدوان شمال القطاع عدة مرات خلال الأيام الأخيرة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين الطواقم الطبية والمرضى، وتدمير البنية التحتية للمستشفى. يأتي هذا التصعيد بالرغم من وجود مذكرتي اعتقال دوليتين بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
تكرار استهداف مستشفى كمال عدوان
تضمن القصف الإسرائيلي استهداف مخزن الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفى، الذي تسلم شحنة أدوية من منظمة الصحة العالمية قبل خمسة أيام فقط. كما قصفت قوات الاحتلال ساحة المستشفى ومدخله، ما تسبب في إصابة أفراد الطاقم الطبي والمرضى وإلحاق أضرار بالمولدات الكهربائية وخطوط إمداد الأكسجين.
وفي حادثة أخرى، استهدفت طائرة مسيرة قسم الطوارئ أثناء محاولة الطاقم تقديم الإسعاف للمصابين، ما أدى إلى إصابة أربعة من أفراد الطاقم الطبي بجروح خطيرة. وعند محاولة نقلهم إلى قسم الأشعة، تعرض فريق التمريض ذاته لهجوم آخر أدى إلى إصابة اثنين من الممرضين بجروح بالغة، ونقلوا إلى العناية المركزة.
نداءات استغاثة من مدير المستشفى والطواقم الطبية
صرح الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، بأن القصف تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية، بما في ذلك تسرب الوقود من خزان السولار الخاص بالمولد الرئيسي، مما يهدد بانقطاع التيار الكهربائي عن أقسام المستشفى. وأكد وجود 85 جريحًا، و8 حالات في العناية المركزة، و14 طفلاً في قسم الأطفال، و4 حالات حديثي الولادة، جميعهم في خطر بسبب نقص المعدات والمستلزمات الطبية.
من جانبه، قال الطبيب سعيد جودة، أخصائي العظام في المستشفى، إنه تعرض لإصابة بشظايا نتيجة استهداف طائرة مسيرة للمستشفى. وأوضح أن القصف أدى إلى إصابات في صفوف الطواقم الطبية، في وقت كانوا يحاولون تقديم العلاج للجرحى.
تصعيد ممنهج ضد المنشآت الطبية
وفقًا لتقرير مركز الميزان لحقوق الإنسان، يشكل استهداف المنشآت الطبية والطواقم العاملة فيها انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني. ورصد المركز هجمات على مستشفى كمال عدوان بعد حصار مستشفى العودة وإخراج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة. في إحدى الحوادث، أصيبت سيدتان حاملتان نتيجة استهداف مباشر بطائرة مسيرة أثناء خروجهما من مستشفى العودة.
مطالب عاجلة للمجتمع الدولي
دعا مركز الميزان المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف استهداف المنشآت الطبية، وضمان حماية الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف. وطالب الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف بالضغط على الاحتلال لإعادة تزويد قطاع غزة بالكهرباء والمياه، وتوفير المعدات الطبية اللازمة للمستشفيات. كما شدد المركز على ضرورة تفعيل مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت، وملاحقة المسؤولين عن جرائم الحرب.
موقف حقوقي حازم
أدان مركز الميزان استمرار استهداف الطواقم والمنشآت الطبية، معتبرًا أن غياب المحاسبة الدولية ساهم في تصعيد جرائم الاحتلال. ودعا إلى مقاطعة دولة الاحتلال على المستوى الدولي، وملاحقة قياداتها في كل المحافل القضائية، باعتبار ذلك خطوة أساسية لوقف الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.