وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، بأغلبية أعضائه، على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية. ووصف مسؤول دبلوماسي الاتفاق بأنه "هش، لكنه يخدم مصلحة إسرائيل".
بنود الاتفاق: انسحاب متبادل وتعاون دولي
ينص الاتفاق على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، على أن يتم استبدالها تدريجيًا بعشرة آلاف جندي من الجيش اللبناني. كما ستنسحب قوات حزب الله ومعداته العسكرية إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد حوالي 30 كيلومترًا عن الحدود مع إسرائيل.
وتؤكد تقارير عبرية، منها القناة 12، أن الاتفاق لا يشمل إقامة منطقة عازلة تحت سيطرة إسرائيل في جنوب لبنان، مع السماح لسكان المنطقة بالعودة إلى منازلهم. وستتولى الولايات المتحدة رئاسة لجنة خماسية لمراقبة تنفيذ الاتفاق، مع إصدار خطاب يضمن لإسرائيل "حق الرد العسكري" في حال انتهاك حزب الله للاتفاق.
مراحل تنفيذ الاتفاق
ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن الاتفاق سيُنفذ على ثلاث مراحل:
مرحلة الهدنة: وقف إطلاق النار المتبادل بين حزب الله وإسرائيل.
الانسحاب المتبادل: انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، وسحب الجيش الإسرائيلي قواته تدريجيًا من الجنوب.
المفاوضات الحدودية: بدء مفاوضات لترسيم الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.
إشراف دولي وتعهدات إسرائيلية
وفقًا للاتفاق، ستشرف لجنة دولية بقيادة الولايات المتحدة على وقف إطلاق النار. وأكدت إسرائيل أنها ستحتفظ بالحق في تنفيذ ضربات عسكرية إذا انتهكت بنود الاتفاق أو عجز الجيش اللبناني والقوات الدولية عن ضبط الأوضاع.
وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون: "المحادثات بشأن وقف إطلاق النار مع حزب الله تتقدم، لكننا سنحتفظ بقدرتنا على الرد عسكريًا إذا لزم الأمر."
القرار 1701 في السياق
يُذكر أن الاتفاق يعيد تفعيل بعض بنود القرار الأممي 1701 الصادر في عام 2006، الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب استمرت 34 يومًا. وينص القرار على إنشاء منطقة خالية من السلاح بين نهر الليطاني والخط الأزرق، تحت إشراف الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل الدولية.
ردود فعل لبنانية
على الجانب اللبناني، صرح نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بو صعب، لرويترز بأنه لا توجد "عقبات جدية" أمام الاتفاق، مشيرًا إلى أن التقدم يعتمد على عدم تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التزاماته.
تحديات التنفيذ
رغم التوصل إلى الاتفاق، يبقى التنفيذ على الأرض محفوفًا بالتحديات، خاصة مع حالة التوتر السائدة والتاريخ الطويل من الصراعات بين الجانبين. ويعتمد نجاح الاتفاق على قدرة الأطراف الدولية واللبنانية على ضبط الأوضاع وضمان الالتزام الكامل ببنوده.