نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا موسعًا اليوم، يكشف عن مجموعة من مقاطع الفيديو والصور التي وثّقها جنود إسرائيليون أثناء انسحابهم من شمال غزة العام الماضي، تظهر عمليات تدمير واسعة النطاق، إحراق منازل، ونهب ممتلكات. ووصفت الصحيفة هذه المقاطع بأنها تقدم "رؤية نادرة ومقلقة" لسلوك بعض القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة في غزة.
توثيق لعمليات دمار شامل
مقاطع فيديو لجنود إسرائيليين توثق انتهاكات واسعة في غزة تثير الجدل الدولي pic.twitter.com/wFACI2tQ1V
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) December 3, 2024
فيدو لجنود الاحتلال داخل قطاع غزة يمارسون التدمير والتخريب للمنشآت والمدارس وغيرها pic.twitter.com/hTUAE03ozP
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) December 3, 2024
أظهر أحد الفيديوهات، الذي نشره جندي على موقع فيسبوك تحت عنوان "وداعًا بالمدفعية", قصفًا مكثفًا بالمدافع الرشاشة والدبابات لمنطقة سكنية. وذكرت الصحيفة أن الجنود الإسرائيليين نشروا آلاف الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي خلال 14 شهرًا من الحرب، على الرغم من حظر الجيش الإسرائيلي لهذه الممارسات.
وقالت الصحيفة إن أكثر من 120 صورة ومقطع فيديو تم التحقق منها تظهر مشاهد مروعة، منها جنود يحتفلون بتدمير مبانٍ، يشعلون النار في المنازل، ويكتبون عبارات على الجدران تدعو للانتقام أو تروج لإعادة توطين الإسرائيليين في غزة.
مقاطع فيديو لجنود إسرائيليين توثق انتهاكات واسعة في غزة تثير الجدل الدولي pic.twitter.com/zUmywSe25D
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) December 3, 2024
انتهاكات محتملة للقانون الدولي
وفقًا لخبراء قانونيين تحدثت إليهم الصحيفة، فإن بعض هذه المقاطع قد تمثل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي. وأوضح التقرير أن بعض الجنود أظهروا استهتارًا، حيث نشروا مقاطع فيديو توثق اعتقال مئات الفلسطينيين أو حرق المنازل، مع تصريحات تشير إلى أن "كل من يقترب سيكون عدوًا."
وقال أحد الجنود المشاركين إن الأوامر صدرت لهم بحرق أي منزل يحمل أعلام أو صور مرتبطة بحماس، واصفًا هذه العمليات بأنها "جزء من سياسة الانتقام."
رد الجيش الإسرائيلي
ردًا على التقرير، صرح الجيش الإسرائيلي بأنه أجرى "محادثات تأديبية" مع بعض الجنود المتورطين في هذه الانتهاكات، مشيرًا إلى أن هذه "حوادث استثنائية" لا تعكس القيم العسكرية للجيش. وأضاف أن أي اشتباه في السلوك الإجرامي يُحال إلى الشرطة العسكرية للتحقيق.
تصعيد الانتقادات الدولية
تأتي هذه التقارير وسط تزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل، حيث أشارت الصحيفة إلى أن بعض هذه المواد استخدمت بالفعل كأدلة في قضايا قانونية أمام المحكمة الجنائية الدولية. وتحدث جنود للصحيفة عن شعورهم بالانزعاج من سلوك زملائهم، حيث قال أحدهم: "تجاوزت بعض التصرفات حدود الانضباط العسكري."
الدعوات لإعادة التوطين
أثار التقرير أيضًا الجدل حول تصريحات جنود دعوا إلى إعادة توطين الإسرائيليين في غزة وطرد الفلسطينيين، وهو ما وصفه بعض الخبراء بأنه يعكس تأثير الخطاب السياسي المتطرف في إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن هذه المواد، رغم ندرتها، تشكل "ضررًا دبلوماسيًا كبيرًا لإسرائيل" وتعزز المخاوف من استمرار الانتهاكات خلال العمليات العسكرية.