تقرير: ترحيل الفلسطينيين من غزة فكرة راسخة في بروتوكولات الحكومات الإسرائيلية منذ عقود

مخيمات النازحين في رفح (أرشيفية - أ.ف.ب).jpeg

كشف تقرير موسع نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أعده الصحافي المؤرخ عوفر أديرت، أن فكرة ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة ليست حكرًا على الحكومات الإسرائيلية اليمينية الحالية، بل كانت جزءًا من النقاشات والسياسات التي طرحتها الحكومات الإسرائيلية منذ احتلال القطاع في عام 1967، بما في ذلك حكومات تصف نفسها بأنها يسارية أو ليبرالية.

تصريحات صادمة من قادة الماضي

وفقًا للتقرير، تضمنت محاضر اجتماعات حكومية خلال الستينيات والسبعينيات أفكارًا صريحة حول "إخلاء" أو "نقل" الفلسطينيين من غزة إلى أماكن أخرى، مثل الأردن، سيناء، أو حتى دول بعيدة مثل كندا وأستراليا. على سبيل المثال، قال وزير الشرطة إلياهو ساسون خلال اجتماع حكومي عام 1967: "يجب إمساكهم من أعناقهم ورميهم في الضفة الشرقية للأردن."

أما رئيس الوزراء ليفي أشكول، فقال في ديسمبر 1967: "نحن معنيون بإفراغ غزة. لذلك، في البداية سنسمح للعرب من غزة بالخروج." فيما وصف وزير العمل إيغال ألون سيناء بأنها الوجهة المثلى لتوطين اللاجئين، قائلاً: "يمكن توطين كل اللاجئين من غزة هناك."

الترحيل بالقوة أو الحوافز

أظهر التقرير أن هذه السياسات لم تقتصر على النقاش النظري، بل شملت خططًا عملية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، سواء قسرًا أو عبر تقديم حوافز اقتصادية. على سبيل المثال، تحدث وزير الدفاع موشيه ديان عن ضرورة "مساعدة الفلسطينيين في العثور على عمل في الخارج"، مشيرًا إلى أن ذلك قد يشجعهم على الهجرة طوعًا.

"التعطيش" كوسيلة ضغط

في واحدة من أكثر الاقتراحات إثارة للجدل، طرح ليفي أشكول فكرة تقليل كميات المياه المقدمة للفلسطينيين في غزة، قائلاً: "ربما لو أننا لم نعطهم المياه بكمية كافية لما كان لديهم خيار، لأن البيارات ستجف."

استمرار الفكرة في الحاضر

يشير التقرير إلى أن هذه السياسات القديمة لا تزال تلقي بظلالها على السياسات الإسرائيلية الحالية، حيث دعا وزراء من معسكر اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إلى إعادة المستوطنات إلى غزة و"تشجيع" الفلسطينيين على الهجرة.

نقاشات أخلاقية ووحشية معترف بها

أقر بعض الوزراء الإسرائيليين في الماضي بالطبيعة الوحشية لهذه السياسات. وقال وزير العمل إيغال ألون: "إذا كان هذا الأمر وحشية، فأنا لا أعرف كيف يتم فعل شيء بطريقة لطيفة."

واقع الحال

على الرغم من هذه الخطط، لم يغادر القطاع سوى بضع عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال تلك الفترة، وبقي معظم السكان في أماكنهم. وفي عام 2005، تم إخلاء المستوطنين الإسرائيليين من القطاع، لكن الدعوات لإعادتهم عادت للظهور في الخطاب السياسي الإسرائيلي.

يؤكد التقرير أن فكرة ترحيل الفلسطينيين من غزة كانت دائمًا جزءًا من النقاش السياسي الإسرائيلي، بغض النظر عن هوية الحكومة، ما يثير تساؤلات عميقة حول التاريخ والسياسات الراهنة تجاه القطاع وسكانه.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة