كشفت وكالة الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في تقريرها الأخير عن أبعاد الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي تعيشها غزة. وأوضح التقرير أن أكثر من 45,000 شخص لقوا حتفهم، بينهم نساء وأطفال يشكلون 70% من الضحايا، إضافة إلى إصابة 111,000 آخرين، فيما أجبر ما يقارب 1.9 مليون شخص على النزوح مرارًا بسبب القصف المستمر. وأكد التقرير أن 80% من مساحة غزة أصبحت مناطق شديدة الخطورة، مما يدفع السكان إلى البحث عن الأمان في ظروف قاسية.

الوضع الصحي والإنساني المتدهور

بحسب التقرير، فإن البنية التحتية الأساسية في غزة تعاني من انهيار شبه كامل، حيث دُمّرت أكثر من 70% من مرافق الصحة والمياه والصرف الصحي. المستشفيات تعمل بشكل جزئي فقط، مع تسجيل وفيات بين حديثي الولادة بسبب نقص المعدات الطبية والكهرباء. كما تواجه النساء الحوامل خطرًا مضاعفًا، حيث يعاني نحو 50,000 امرأة حامل من غياب الرعاية الصحية الأساسية، وسط ارتفاع في حالات الإجهاض والولادات المبكرة.

ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي

حذرت الوكالة من اقتراب خطر المجاعة في شمال غزة، حيث يعاني 345,000 شخص، بينهم 8,000 امرأة حامل، من ظروف أشبه بالمجاعة. وأكد التقرير أن 90% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما أدت سوء التغذية إلى صعوبة الرضاعة الطبيعية وزيادة الوفيات بين الأطفال.

تفاقم العنف القائم على النوع الاجتماعي

أشار التقرير إلى ارتفاع حاد في العنف ضد النساء والفتيات في غزة. أظهرت دراسة أن 96% من النساء اللواتي تم استطلاع آرائهن تعرضن لشكل من أشكال العنف، بما في ذلك العنف اللفظي والجسدي والجنسي. وأفادت النساء بأنهن يشعرن بانعدام الأمان في المخيمات والملاجئ المؤقتة، حيث تتفاقم الظروف المعيشية الصعبة مع تدهور الخصوصية وانعدام الخدمات الأساسية.

عرقلة المساعدات الإنسانية

يعاني القطاع الإنساني من قيود شديدة نتيجة القيود المفروضة على دخول المساعدات. أشار التقرير إلى وجود 49 شاحنة مساعدات تابعة للوكالة محملة بمستلزمات طبية وصحية عالقة عند الحدود منذ سبتمبر. وأكد التقرير أن القيود الحالية تعرقل تقديم الخدمات المنقذة للحياة، خاصة في شمال غزة، الذي يعاني من حصار خانق.

توصيات عاجلة

دعت وكالة الأمم المتحدة للسكان المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتخفيف معاناة سكان غزة، من خلال فتح ممرات إنسانية، وتوفير الموارد اللازمة للمساعدات الطبية والغذائية. كما طالبت بتقديم الدعم العاجل لتعزيز الرعاية الصحية والتصدي لتفشي الأمراض، مع التركيز على حماية النساء والأطفال في ظل الظروف الكارثية الحالية.