تقرير تصعيد استيطاني ومخططات ضم واسعة في الضفة الغربية وسط مؤشرات ديموغرافية متراجعة

لقطة عامة لإحدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (أرشيفية - رويترز).webp

أظهر تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان جملة من التطورات المقلقة في المشهد الاستيطاني بالضفة الغربية، حيث تتزايد المؤشرات على تسريع المخططات الاستيطانية ومشاريع الضم من قبل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وتترافق هذه التطورات مع تعهدات من الحكومة الإسرائيلية بجعل عام 2025 سنة فرض السيادة على الضفة، وفق خطة "الحسم" التي تهدف إلى تصفية الطموحات الوطنية الفلسطينية.

خطط استيطانية موسعة

يشير التقرير إلى اجتماعات مغلقة عقدت في إسرائيل مؤخرًا بحضور شخصيات عامة، ورؤساء مستوطنات، تم خلالها مناقشة إنشاء مستوطنات كبرى جديدة، وتحويل مستوطنات قائمة إلى مدن، إضافة إلى مشاريع استثمارية ضخمة تشمل إنشاء محطات كهرباء وحقول طاقة شمسية. كما تخطط إسرائيل لإقامة بؤر استيطانية ومزارع رعوية تربط المستوطنات بعضها ببعض، وتحاصر المناطق الفلسطينية، ما يعوق إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

فشل ديموغرافي يعكس الواقع

رغم هذه الجهود، يشير التقرير إلى فشل المعسكر اليميني في تحقيق نمو سكاني في المستوطنات. وفقًا لدراسة إسرائيلية حديثة، يظهر ميزان الهجرة في المستوطنات تراجعًا ملحوظًا، مع مغادرة أعداد من المستوطنين أكثر ممن ينتقلون إليها. كما أن عدد المستوطنين لا يزال يراوح مكانه، مما يدفع إسرائيل لتغيير استراتيجيتها نحو السيطرة على الأراضي بأقل عدد ممكن من المستوطنين.

استهداف القدس ومخططات فصلها

تتضمن المخططات الإسرائيلية تعزيز السيطرة على القدس عبر استكمال المناطق العازلة شمالًا وجنوبًا، وإنشاء مستوطنات جديدة، أبرزها مشروع حي "إي 1" الذي يهدف إلى ربط القدس بمستوطنة معاليه أدوميم، مما يؤدي إلى فصل القدس عن الضفة الغربية. تهدف هذه الإجراءات إلى الحفاظ على الأغلبية اليهودية في القدس، التي أصبحت مهددة بفعل الهجرة السلبية.

انتهاكات يومية في الضفة

وثق التقرير الأسبوعي سلسلة من الانتهاكات التي طالت مختلف مناطق الضفة، أبرزها إجبار فلسطينيين على هدم منازلهم، وهدم منشآت زراعية وتجارية، واقتلاع مئات أشجار الزيتون. في القدس، تصاعدت حملات الهدم، بينما استمرت الاعتداءات من قبل المستوطنين في الخليل، بيت لحم، نابلس، وسلفيت، حيث تعرض المزارعون لهجمات متكررة أثناء حراثة أراضيهم. كما أقدم المستوطنون على إحراق ممتلكات فلسطينية، بما في ذلك منازل ومنشآت زراعية.

مخاوف بشأن مستقبل الآثار الفلسطينية

ناقش الكنيست مشروع قانون يمنح سلطة الآثار الإسرائيلية صلاحية العمل في مواقع أثرية بالضفة الغربية، مما يهدد بتهويد التاريخ الفلسطيني. يشمل ذلك مواقع بارزة مثل "خربة قمران" و"سبسطية"، في خطوة تسعى إلى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على هذه المناطق.

تهديد مستمر في الأغوار

في الأغوار، يواجه السكان الفلسطينيون تهديدات متزايدة بالتهجير، مع استمرار المستوطنين في الاستيلاء على الأراضي ووضع علامات وسياجات، كما شهدت المنطقة عمليات إتلاف للمحاصيل الزراعية، واعتداءات متكررة على السكان.

يؤكد التقرير أن هذه السياسات الاستيطانية، التي تهدف إلى تقويض حل الدولتين، تصطدم بواقع ديموغرافي ومعطيات سياسية تجعل من نجاحها أمرًا مشكوكًا فيه. ومع ذلك، يبقى التهديد قائماً في ظل تصاعد الانتهاكات اليومية واستمرار محاولات فرض وقائع جديدة على الأرض.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله