استولى مستوطنون من جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية الإسرائيلية، أمس، على بناية تعود لعائلة غيث في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وبحسب شهود عيان، وصل المستوطنون برفقة قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية واقتحموا البناية المكونة من طابقين، وذلك بعد أن أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارًا بإخلاء العائلة لصالح مستوطنين.
عائلة تواجه التشريد بعد عقود من الإقامة
تُعد عائلة سالم غيث واحدة من بين 87 عائلة فلسطينية، يزيد عدد أفرادها على 700 شخص، تواجه خطر الإخلاء القسري من حي بطن الهوى نتيجة دعاوى قضائية رفعتها جمعيات استيطانية مدعومة من الدولة بهدف الاستيلاء على الحي وتحويله إلى مستوطنة يهودية. وتعيش العائلة في المنزل منذ عام 1979، على أرض تعتبرها "عطيرت كوهانيم" ملكية يهودية تعود إلى العام 1881، وهو ادعاء دحضه السكان الفلسطينيون طوال سنوات دون جدوى، إذ دعمت المحاكم الإسرائيلية موقف المستوطنين.
اقتحام وتحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية
قال زهير الرجبي، رئيس لجنة حي بطن الهوى، إن المستوطنين اقتحموا العقار برفقة الشرطة بموجب قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الذي صدر في سبتمبر الماضي، والذي زعم أن الأرض المقام عليها العقار مملوكة لليهود. وأكد الرجبي أن العائلة خاضت معركة قانونية منذ عام 2015 لحماية العقار الذي يتكون من طابقين ويعيش فيه عشرة أفراد، لكنها خسرت القضية أمام المحاكم الإسرائيلية.
وأفاد مركز معلومات وادي حلوة بأن قوات الشرطة الإسرائيلية حوّلت الحي إلى منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت الدخول أو الخروج منه وهددت السكان المحليين.
انتقادات واتهامات بالتمييز
أشارت جمعية "عير عميم" الإسرائيلية اليسارية إلى أن هذه الأحداث تعكس الأيديولوجية العنصرية والتمييز المنهجي في النظام القانوني الإسرائيلي، الذي يمنح اليهود حقوقًا إضافية على حساب الفلسطينيين. وأضافت الجمعية أن حوالي 700 فلسطيني من سكان حي بطن الهوى مهددون بالتشريد بسبب الدعاوى القضائية التي تخدم أجندات استيطانية.
وتابعت الجمعية أن إخلاء عائلة غيث وإحراق منزلها يعكسان الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيون في القدس الشرقية، في ظل محاولات مستمرة لتغيير الطابع الديمغرافي والجغرافي للمدينة.