سقوط دمشق وهروب الأسد: رويترز تكشف الرواية الكاملة لانهيار حكم استمر 24 عاماً

الرئيس السوري السابق بشار الأسد وزوجته أسماء عام 2010 (أ.ف.ب).webp

كشفت تقارير عن تفاصيل اللحظات الأخيرة للرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل فراره من سوريا، بعد انهيار حكمه الذي دام 24 عامًا. وفقًا لمصادر مطلعة تحدثت لـ"رويترز"، فقد غادر الأسد دمشق في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي، متوجهًا إلى موسكو عبر قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية، وذلك بعد إدراكه أن سقوطه بات حتميًا.

في اجتماع مغلق يوم السبت الماضي بوزارة الدفاع، حضرته قيادات عسكرية وأمنية، حاول الأسد طمأنة أنصاره بأن الدعم الروسي قادم، داعيًا القوات البرية للصمود. لكن بعد ساعات من هذا الاجتماع، غادر مكتبه متوجهًا إلى المطار دون إبلاغ حتى أقرب مساعديه. وفقًا لمصادر، ترك الأسد مستشارته بثينة شعبان في منزله لكتابة خطاب لم يتم تسليمه، بينما أبلغ مدير مكتبه أنه سيعود لاحقًا، لكنه غادر إلى موسكو.

الفرار المفاجئ شمل كذلك أفراد عائلته المباشرة، زوجته أسماء وأطفالهما الثلاثة، الذين كانوا في انتظاره بموسكو. أما شقيقه ماهر الأسد، قائد الفرقة المدرعة الرابعة، فقد فر إلى روسيا عبر العراق بطائرة هليكوبتر، وفقًا لمصادر مقربة.

مصير عائلة الأسد وأقربائه كان أكثر تعقيدًا، حيث تعرض أبناء خاله إيهاب وإياد مخلوف لكمين أثناء محاولتهما الفرار إلى لبنان. قُتل إيهاب وأصيب إياد بجروح، فيما لم تتمكن "رويترز" من التحقق من الحادث بشكل مستقل.

الفرار جاء بعد أسابيع من تصاعد الهجمات ضد مواقع النظام، خاصة في حلب وحمص، وتقدم قوات المعارضة نحو العاصمة دمشق. طلب الأسد دعمًا عسكريًا إضافيًا من روسيا وإيران، لكن محاولاته باءت بالفشل. أكدت مصادر دبلوماسية أن موسكو رفضت التدخل العسكري المباشر، لكنها نسقت مع تركيا وقطر لضمان خروج الأسد الآمن عبر ترتيبات مع هيئة تحرير الشام.

مصادر مقربة من الأسد أكدت أنه حاول اللجوء إلى الإمارات، لكن طلبه قوبل بالرفض بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليه. في النهاية، وافقت موسكو على استقباله، حيث قاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف جهودًا دبلوماسية مكثفة لتأمين سلامته بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية.

مقاطع فيديو نشرها مواطنون بعد اقتحام المجمع الرئاسي كشفت عن حالة من الفوضى، مع أطعمة مطبوخة ومتعلقات شخصية تُركت في المنزل، مما يشير إلى خروج الأسد على عجل.

خروج الأسد يمثل نهاية حقبة حكم عائلته التي بدأت عام 1971، ويضع حدًا لحرب أهلية استمرت 13 عامًا. ومع ذلك، لا تزال التساؤلات قائمة حول مستقبل سوريا، خاصة مع غياب خطة واضحة لتحقيق الاستقرار بعد سقوط نظامه.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - موسكو