تكثف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحركاتها في منطقة الشرق الأوسط خلال أسابيعها الأخيرة في السلطة، مع التركيز على تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، واستعادة المحتجزين، ورسم مستقبل جديد لسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، تعمل الإدارة على إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي طال انتظاره، في مسعى لاستعادة المحتجزين في القطاع. وتأتي هذه الجهود في ظل جولات دبلوماسية مكثفة لمسؤولي الإدارة، من بينهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الذي زار إسرائيل وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
قال سوليفان للصحفيين في إسرائيل: "هدفنا هو إبرام هذه الصفقة خلال هذا الشهر". وأضاف أنه يشعر بأن نتنياهو "مستعد لعقد اتفاق"، مؤكداً أن إدارة بايدن نسقت عن كثب مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب لضمان استمرارية الجهود، وأشار إلى أن الولايات المتحدة، بغض النظر عن الحزب الحاكم، ترغب في إنهاء الأزمة.
ترامب، الذي يستعد لتولي السلطة، قال في مقابلة مع مجلة "تايم" إن الأمور "تجري بشكل بناء للغاية" في الشرق الأوسط، مضيفاً أن نتنياهو يثق به لحل الأزمة.
بالإضافة إلى جهود غزة، تتحرك إدارة بايدن في سوريا لتأمين انتقال سياسي مستقر مع منع عودة ظهور تنظيم داعش. زار الجنرال مايكل كوريللا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، سوريا لمناقشة التطورات مع القوات الكردية، بينما زار وزير الخارجية أنتوني بلينكن تركيا، حيث اجتمع مع الرئيس رجب طيب أردوغان.
ناقش بلينكن وأردوغان أحدث التطورات في سوريا، بما في ذلك أمن الحدود والحرب ضد داعش. وأكد بلينكن على ضرورة دعم انتقال سياسي بقيادة سورية، وشدد على أهمية استمرار التحالف الدولي في تنفيذ مهماته.
في السياق ذاته، قالت "واشنطن بوست" إن الجنرال كوريللا توسط في اتفاق أدى إلى انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المناطق المتنازع عليها مع القوات المدعومة من تركيا في مدينة منبج، بهدف منع أي تصعيد عسكري.
وفي تصريحاته، حذر سوليفان من المخاطر المحتملة في سوريا، مثل الفراغات في السلطة التي قد تؤدي إلى صعود جماعات إرهابية أو تشكيل حكومات تحمل نوايا عدائية تجاه إسرائيل.
الجزء الأكبر من زيارة سوليفان ركز على مفاوضات غزة، حيث أشار إلى تفاؤل متزايد بشأن صفقة إطلاق المحتجزين، خاصة بعد اغتيال إسرائيل لقادة في حماس وحزب الله، ووقف إطلاق النار في لبنان.
قال سوليفان: "أعتقد أننا اقتربنا من تحقيق هدفنا. هل سيتحقق ذلك؟ لم يتضح بعد، لكننا عازمون على المحاولة حتى اللحظة الأخيرة."
تأتي هذه التحركات في إطار محاولة إدارة بايدن لتحقيق إنجازات دبلوماسية كبرى في الشرق الأوسط قبل انتقال السلطة، في وقت تتسارع فيه التطورات على مختلف الجبهات في المنطقة.