أكد المدير التنفيذي لمنظمة "أنيرا"، شون كارول، أن زيارته الأخيرة إلى غزة كشفت حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعاني منها سكان القطاع، مشيراً إلى دمار واسع النطاق يقابله إصرار فلسطيني على الصمود والتعافي. وقال كارول في تصريحات صحفية: "ما شاهدته في غزة لا يمكن وصفه إلا بمشهد شبه مروع، ومع ذلك، يستعرض أهل غزة براعتهم المذهلة في مواجهة الظروف المستحيلة."
حركة المساعدات ومشاهد الدمار
تحدث كارول عن معاناة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، موضحاً أن معبر كرم أبو سالم يظل شريان الحياة الأساسي، لكنه يعاني من قيود كبيرة. وأشار إلى أن 94 شاحنة من المساعدات وصلت إلى القطاع في يوم واحد فقط، مقارنة بأكثر من 400 شاحنة يومياً قبل الحرب. "كل شاحنة تدخل غزة تمثل معجزة صغيرة وسط العقبات السياسية واللوجستية"، أضاف كارول.
واستعرض المدير التنفيذي جولته التي شملت المناطق الجنوبية والشمالية من القطاع، موضحاً أن الطريق من كرم أبو سالم مليء بالمباني المدمرة والأنقاض، حيث تحولت بعض المناطق إلى أطلال. وأشار إلى أن بعض الشباب والأطفال يضطرون للاستيلاء على المساعدات كوسيلة للبقاء على قيد الحياة، قائلاً: "هذا تذكير مؤلم باليأس هنا."
أنشطة الدعم النفسي والرعاية الصحية
زار كارول أحد أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي التي نظمتها "أنيرا"، حيث تجمع مئات الأطفال وأفراد أسرهم للغناء واللعب والمرح. ووصف هذه الأنشطة بأنها "فسحة فرح مؤقتة وسط المآسي". كما زار عيادة صحية في خان يونس، تم بناؤها من مواد معاد تدويرها، تقدم خدمات لنحو مليون نازح، مؤكداً على أهمية الجهود المبذولة رغم التحديات الهائلة.
توزيع المساعدات واستعادة الكرامة
شارك كارول في عملية توزيع حقائب النظافة في مدينة غزة، والتي استهدفت النساء، مؤكداً أن هذه الحقائب تعيد لهن إحساس الكرامة والصحة وسط الظروف الصعبة. وأشار إلى توزيع 4000 حقيبة في يوم واحد فقط، بفضل الشراكات مع الجهات المانحة.
الوضع العام والمستقبل
أوضح كارول أن غزة تواجه تحدياً إنسانياً هائلاً، حيث تتكدس مئات الآلاف من الأسر النازحة في مناطق مثل خان يونس وسط انهيار البنية التحتية، مشيراً إلى أن الجهود الدولية يجب أن تركز على معالجة جذور الأزمة، قائلاً: "لا يمكن أن يتحمل أهل غزة هذه المعاناة بمفردهم."
واختتم المدير التنفيذي تصريحاته بالتأكيد على التزام "أنيرا" بمواصلة العمل في غزة رغم كل التحديات، معرباً عن أمله في أن تتضافر الجهود الدولية لتحقيق تغيير حقيقي. "غزة مليئة بالألم، لكنها أيضاً مليئة بالأمل. نحن هنا لنكون جزءاً من هذا الأمل."
المنطقة الصفراء: مناطق تعرضت لقصف كثيف لكنها لا تزال متاحة جزئياً للتنقل. مثال على ذلك منطقة المواصي، حيث التنقل ممكن ولكنه صعب للغاية.
المنطقة الحمراء: مناطق تعاني من دمار كامل، حيث تحولت المباني إلى أنقاض. هذه المناطق هي الأخطر، ومع ذلك يضطر البعض للعيش فيها بسبب الظروف القاهرة. شمال غزة والمناطق المحيطة هي أمثلة واضحة لهذه المناطق، حيث تستمر الحياة رغم الخطر الساحق.
المنطقة الزرقاء: مناطق يسيطر عليها جيش الدفاع الإسرائيلي بالكامل، مما يجعل الوصول والحركة فيها مقيداً تماماً.
هذا التصنيف يساعدنا على فهم حجم التحديات والعمل على تقديم الدعم للمحتاجين في كل منطقة حسب احتياجاتها.