أفادت مصادر فلسطينية مطلعة بأن المحادثات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل أحرزت تقدماً كبيراً، وسط جهود مكثفة من وسطاء دوليين، خصوصاً مصر وقطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وتُشير المعلومات إلى أن الاتفاق قد يُعلن خلال عشرة أيام، أو قبل نهاية ديسمبر الحالي.
وذكرت المصادر أن المفاوضات تركز حالياً على ملفات حساسة، أبرزها إدارة معبر رفح، حيث تتمسك مصر بوجود السلطة الفلسطينية، بينما تصر إسرائيل على استمرار إشرافها. كما تتناول المباحثات آلية الانسحاب التدريجي من "محور فيلادلفيا" وأسماء الأسرى الفلسطينيين المشمولين بالصفقة، إذ قدمت "حماس" قائمة تضم 500 اسم، في حين توافق إسرائيل مبدئياً على 100 اسم فقط، مع إصرارها على حق "الفيتو" لرفض بعض الأسماء.
وأوضح مصدر فلسطيني أن الاتفاق المحتمل يتضمن تهدئة مبدئية تمتد لنحو 60 يوماً، تشمل إطلاق "حماس" ما لا يقل عن 20 محتجزاً إسرائيلياً مدنياً، بينهم 4 إلى 5 من حملة الجنسيات المزدوجة، مقابل إفراج إسرائيل عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين، بينهم 100 محكومين بأحكام طويلة.
وأشار إلى أن إسرائيل ستبدأ خلال التهدئة بالسماح بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية، لتصل إلى 400 شاحنة يومياً، تشمل الوقود والإمدادات الطبية. كما سيتم التفاوض لاحقاً على إطلاق سراح المحتجزين العسكريين وتبادل جثث القتلى.
انسحاب تدريجي من غزة
يتضمن الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من داخل مدن ومخيمات غزة، مع الإبقاء مؤقتاً على وجود عسكري في "محور فيلادلفيا" و"نتساريم"، إلى جانب نقاط حدودية شمال القطاع. وأكدت المصادر أن عودة النازحين ستبدأ فور انسحاب القوات من المناطق التي تحتلها حالياً.
ضمانات دولية وآليات للمتابعة
تطالب "حماس" بضمانات دولية لتنفيذ الاتفاق ضمن جدول زمني ينتهي بانسحاب كامل من القطاع ووقف الحرب. وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء سيشرفون على تنفيذ هذه التفاهمات، بما في ذلك إعادة تشغيل معبر رفح تدريجياً وفق آلية 2005، التي تتضمن وجود مراقبين أوروبيين وأولوية للمرضى والحالات الإنسانية.
دور الولايات المتحدة
أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، خلال زيارته لإسرائيل وقطر ومصر، أن هناك مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن إسرائيل أبدت استعداداً للمضي قدماً، بينما تتحرك "حماس" بشكل إيجابي.
تأتي هذه التطورات وسط توقعات فلسطينية ودولية بإمكانية تحقيق اختراق في المفاوضات قبل نهاية العام، مع استمرار الجهود الدولية لتثبيت التهدئة وضمان عدم العودة للأعمال القتالية خلال فترة التفاوض.