قامت وزيرة العمل، د. إيناس العطاري، بزيارة إلى محافظة نابلس بهدف الاطلاع على أوضاع العمال والمواطنين وتقييم الأضرار التي لحقت بالمحافظة جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي. وخلال زيارتها، التقت الوزيرة بمحافظ نابلس غسان دغلس، وممثلين عن المؤسسات الرسمية والنقابات والفعاليات الشعبية. وأكدت أن هذه الزيارة تأتي في إطار توجيهات الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء د. محمد مصطفى لدعم المحافظات وتعزيز صمودها من خلال العمل المشترك لإعادة الإعمار وتخفيف آثار العدوان.
وأوضحت الوزيرة أن قطاع العمل في نابلس يعاني من أزمات كبيرة بفعل الحصار الإسرائيلي والإغلاق المستمر للمداخل الرئيسية، بالإضافة إلى الحواجز التي شلت الحركة الاقتصادية. كما أشارت إلى تراجع المبيعات في القطاعات المختلفة بشكل كبير، حيث وصلت نسبة التراجع إلى 60%، مع تأثر قطاعات مثل السياحة والملابس والمواد الغذائية بشكل ملحوظ.
خلال الزيارة، استعرضت الوزيرة مبادرات وزارة العمل التي تهدف إلى توفير حلول عملية لمعالجة أزمة البطالة، من بينها مبادرة التشغيل الفلسطينية التي تهدف إلى خلق 8000 فرصة عمل، وبرنامج بادر 1 الذي يقدم قروضاً صفرية لدعم العمال المتضررين داخل الخط الأخضر، ومشروع التشغيل الطارئ الذي يوفر فرص عمل مؤقتة في المناطق الأكثر تضرراً. كما ركزت الوزيرة على مبادرة بوصلة سوق العمل التي تهدف إلى تحديد المهارات المستقبلية المطلوبة وخلق فرص تشغيل جديدة تلبي احتياجات سوق العمل الفلسطيني.
من جانبه، أشاد محافظ نابلس غسان دغلس بدور وزارة العمل في دعم العمال وتعزيز صمودهم، مؤكداً أهمية هذه الزيارة في تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المحافظة والعمل على إيجاد حلول لدعم العمال وأصحاب العمل في ظل الخسائر الاقتصادية المتزايدة جراء العدوان الإسرائيلي المتكرر.
كما زارت الوزيرة مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، حيث التقت بممثلي النقابات العمالية، وأكدت على دورهم المحوري في النضال من أجل حقوق العمال الفلسطينيين. وأشار الأمين العام للاتحاد، شاهر سعد، إلى الجهود التي تبذلها الحكومة ووزارة العمل لدعم العمال، خاصة بعد قبول شكوى مقدمة ضد الانتهاكات الإسرائيلية أمام منظمة العمل الدولية.
الزيارة جاءت لتسليط الضوء على الواقع الصعب في محافظة نابلس والعمل على تعزيز صمود العمال والمواطنين في مواجهة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الاحتلال، وذلك من خلال التنسيق المستمر بين وزارة العمل والمؤسسات المختلفة لدعم العمال وتوفير حلول مستدامة لمواجهة التحديات.