حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من تداعيات قرار السويد قطع تمويلها للوكالة، مشيرة إلى أن هذا القرار سيؤثر بشكل كبير على قطاع التعليم والخدمات الأساسية في مناطق عملياتها الخمس.
وأوضح المتحدث باسم الوكالة، عدنان أبو حسنة، في تصريح لإذاعة "صوت فلسطين"، أن القرار يأتي في وقت تواجه فيه الوكالة تحديات غير مسبوقة، لا سيما في ظل تحرك النرويج نحو محكمة العدل الدولية لطلب رأي قانوني بشأن محاولات الاحتلال الإسرائيلي حظر عمل الوكالة.
وأشار أبو حسنة إلى أن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة باتت كارثية، حيث يعاني القطاع من تفاقم الأزمات الصحية والإنسانية. وأكد أن الاحتلال يسمح بدخول 60 شاحنة فقط يومياً إلى القطاع، وهو ما يمثل 6% فقط من احتياجات السكان، في وقت تسعى فيه الوكالة لتوزيع هذه المساعدات على الفور رغم محدوديتها واستمرار تعرضها لعمليات السرقة من العصابات.
وأضاف أن قطاع غزة يشهد انتشاراً مقلقاً لأمراض لم تكن معروفة سابقاً، مثل التهاب الكبد الوبائي، الذي يسجل إصابة حوالي ألف شخص أسبوعياً، ما يزيد من الضغط على الخدمات الصحية التي تعاني أصلاً من نقص حاد.
وشددت "الأونروا" على أن استمرار تراجع التمويل سيهدد استمرارية تقديم خدماتها، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية.
قالت السويد، الجمعة، إنها ستتوقف عن تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وستزيد بدلاً من ذلك إجمالي المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر قنوات أخرى.
وتتهم إسرائيل - التي ستحظر عمليات «الأونروا» بها بدءاً من أواخر يناير (كانون الثاني) المقبل- موظفين في الوكالة بالضلوع في الهجمات التي قادتها حركة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتي أدّت إلى الحرب المستمرة حتى الآن في قطاع غزة.
وقال بنيامين دوسا، الوزير المعني بالمساعدات، إن قرار السويد وقف تمويل «الأونروا» جاء نتيجة الحظر الإسرائيلي؛ لأنه سيجعل توجيه المساعدات للفلسطينيين عبر الوكالة أكثر صعوبة.
وأبدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دعمها لـ«الأونروا» هذا الشهر، مطالِبة إسرائيل باحترام تفويض الوكالة، و«تمكين عملياتها من الاستمرار دون معوقات أو قيود».
وقال فيليب لازاريني، المفوّض العام لـ«الأونروا»، على منصة «إكس»: «وقف تمويل (الأونروا) الآن من شأنه أن يقوض عقوداً من استثمار السويد في التنمية البشرية، بما في ذلك حرمان مئات الألوف من الفتيات والفتيان في جميع أنحاء المنطقة من تلقي التعليم».
ووجهت شارين هاسكل، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، الشكر إلى دوسا على اجتماع عقداه، هذا الأسبوع، وعلى قرار السويد التوقف عن دعمها لـ«الأونروا».
وقالت: «هناك بدائل جديرة بالاهتمام، ويمكن استخدامها في المساعدات الإنسانية، وأنا أقدّر الاستعداد للإنصات، وتبني نهج مختلف».
وأعلنت الأمم المتحدة أنها فصلت 9 من موظفي «الأونروا» ربما شاركوا في هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر 2023. كما تبيّن أن أحد قادة «حماس»، الذي قتلته إسرائيل في لبنان، كان يعمل في «الأونروا».